صفحة جزء
[ ص: 553 ] ثم دخلت سنة أربع وأربعمائة

في يوم الخميس غرة ربيع الأول منها جلس الخليفة القادر بالله في أبهة الخلافة ، وأحضر إلى بين يديه فخر الملك ، والحجبة بين يديه ، فخلع عليه سبع خلع على العادة ، وعمامة سوداء ، وسيفا ، وتاجا مرصعا ، وسوارين ، وطوقا ، ولواءين خلعهما الخليفة بيده ، ثم أعطاه سيفا ، وقال للخادم : قلده به ، فهو شرف له ولعقبه ، يفتح به شرق الأرض وغربها . وكان ذلك يوما مشهودا بمحضر من القضاة والأمراء والوزراء ، والأماثل والأعيان والكبراء بدار الخلافة .

وفيها غزا محمود بن سبكتكين بلاد الهند ، ففتح وقتل وسبى وغنم وسلم ، وكتب إلى الخليفة القادر بالله أن يوليه ما بيده من مملكة خراسان وغيرها من البلاد ، فأجابه إلى ذلك .

وفيها عاثت بنو خفاجة ببلاد الكوفة فبرز إليهم نائبها أبو الحسن بن مزيد فواقعهم ، فقتل منهم خلقا وأسر محمد بن ثمال وجماعة من رءوسهم ، وانهزم الباقون ، فأرسل الله عليهم ريحا حارة ، فأهلكت منهم خمسمائة إنسان .

[ ص: 554 ] وحج بالناس في هذه السنة أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي .

التالي السابق


الخدمات العلمية