صفحة جزء
وممن توفي فيها من الأعيان :

[ ص: 577 ] رجاء بن عيسى بن محمد ، أبو العباس الأنصناوي

نسبة إلى قرية من قرى مصر ، يقال لها : أنصنا . قدم بغداد فحدث بها ، وسمع منه الحفاظ ، وكان ثقة ، فقيها مالكيا ، عدلا مقبولا عند الحكام ، مرضيا ، فرضيا . ثم عاد إلى بلده ، وتوفي في هذه السنة وقد جاوز الثمانين ، رحمه الله تعالى .

عبد الله بن محمد بن أبي علان ، أبو أحمد قاضي الأهواز ، كان ذا يسرة كثيرة ، وله مصنفات ، منها كتاب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، جمع فيه ألف معجزة ، وكان من كبار شيوخ المعتزلة ، توفي في هذه السنة عن تسع وثمانين سنة .

علي بن نصر ، أبو الحسن ، مهذب الدولة

صاحب بلاد البطيحة ، كانت له مكارم كثيرة ، وكان الناس يلجئون إليه في الشدائد ، فيؤويهم ويحسن إليهم ، ومن أكبر مناقبه في ذلك إحسانه إلى أمير المؤمنين القادر بالله حين استجار به ، ونزل عنده بالبطائح فارا من الطائع لله فآواه وأحسن إليه ، وكان في خدمته حتى ولي إمرة المؤمنين ، فكانت له بها عنده اليد البيضاء وقد ولي البطائح ثنتين وثلاثين سنة وشهورا ، وتوفي في هذا العام عن ثنتين [ ص: 578 ] وسبعين سنة ، وكان سبب موته أنه افتصد فانتفخ زراعه حتى مات ، رحمه الله تعالى .

عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز ، أبو محمد الأزدي

المصري
الحافظ ، كان عالما بالحديث وفنونه ، وله فيه المصنفات الكثيرة الشهيرة .

قال أبو عبد الله الصوري الحافظ : ما رأت عيناي مثله في معناه . وقال الدارقطني : ما رأيت بمصر مثل شاب يقال له : عبد الغني ، كأنه شعلة نار . وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره .

وقد صنف الحافظ عبد الغني هذا كتابا فيه أوهام الحاكم ، فلما وقف عليه الحاكم جعل يقرؤه على الناس ، ويعترف لعبد الغني بالفضل ، ويشكره على ذلك ، ويرجع إلى ما أصاب فيه من الرد عليه ، رحمهما الله . ولد الحافظ عبد الغني لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفي في صفر من هذه السنة ، رحمه الله تعالى .

محمد بن أمير المؤمنين القادر بالله ويكنى بأبي الفضل

كان أبوه قد [ ص: 579 ] جعله ولي عهده من بعده ، وضربت السكة باسمه ، وخطب له الخطباء على المنابر ، ولقب بالغالب بالله ، فلم يقدر ذلك . وتوفي في هذه السنة عن سبع وعشرين سنة .

محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد ، أبو الفتح البزاز الطرسوسي

ويعرف بابن البصري ، سمع الكثير عن المشايخ ، وسمع منه الصوري ببيت المقدس حين أقام به ، وكان ثقة مأمونا ، رحمه الله تعالى ورحمنا أجمعين بمنه وكرمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية