صفحة جزء
[ ص: 606 ] ثم دخلت سنة ست عشرة وأربعمائة

فيها قوي أمر العيارين ببغداد ، ونهبوا الدور جهرة ، واستهانوا بأمر السلطان ، وفي ربيع الأول منها توفي مشرف الدولة بن بويه الديلمي صاحب بغداد والعراق وغير ذلك ، فكثرت الشرور ببغداد ، ونهبت الخزائن ، واستقر الأمر على تولية جلال الدولة أبي الطاهر ، وخطب له على المنابر ، وهو على البصرة وخلع على شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا وزيره ، ولقب علم الدين ، سعد الدولة ، أمين الملة ، شرف الملك ، وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة ، ثم طلب من الخليفة أن يبايع لأبي كاليجار إذ كان ولي عهد أبيه سلطان الدولة ، الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم ، فتوقف الجواب ، ثم وافقهم على ما أرادوا من ذلك ، وأقيمت الخطبة للملك أبي كاليجار يوم الجمعة سادس عشر شوال من هذه السنة ، ثم تفاقم أمر العيارين ببغداد ، وكبسوا الدور ليلا ونهارا ، وضربوا أهلها كما يضرب المصادرون ، ويستغيث أحدهم فلا يغاث ، واشتد الحال ، وهربت الشرط من بغداد ولم تغن الأتراك شيئا ، وعملت الشرايج على أفواه السكك ، فلم يفد ذلك شيئا ، وأحرقت دار الشريف المرتضى فانتقل منها ، وغلت الأسعار ببغداد جدا ، ولم يحج أحد من أهل العراق [ ص: 607 ] وخراسان ، في هذه السنة . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية