[ ص: 646 ] ثم دخلت 
سنة أربع وعشرين وأربعمائة 
فيها تفاقم الحال بأمر 
العيارين  ، وتزايد أمرهم وأخذهم العملات ، وقوي أمر مقدمهم 
البرجمي  ، وقتل صاحب الشرطة غيلة ، وتواترت النهبات في الليل والنهار ، واحتفظ الناس بدورهم وحرسوها حتى دار الخليفة وسور البلد ، وعظم الخطب بهم جدا ، وكان من شأن هذا 
البرجمي  أنه لا يؤذي امرأة ، ولا يأخذ مما عليها شيئا ، وهذه مروءة في الظلم ، فيقال له كما قال الشاعر : 
حنانيك بعض الشر أهون من بعض 
وفيها أخذ 
جلال الدولة  البصرة  وأرسل إليها ولده 
العزيز  ، فأقام بها الخطبة لأبيه ، وقطعت منها خطبة 
 nindex.php?page=showalam&ids=12136أبي كاليجار  في هذه السنة والتي بعدها ، ثم استرجعت من يد 
جلال الدولة  ، وأخرج منها ولده ، ورجعت الخطبة 
 nindex.php?page=showalam&ids=12136لأبي كاليجار    . 
وفي هذه السنة ثارت 
الأتراك  بالملك 
جلال الدولة    ; لتأخر أرزاقهم ، وأخرجوه من داره ، ورسموا عليه في مسجده ، وأخرجت حريمه ، فذهب   
[ ص: 647 ] في الليل إلى دار 
الشريف المرتضى  فنزل بها ، ثم اصطلحت 
الأتراك  عليه ، وحلفوا له على السمع والطاعة ، ورجع إلى داره ، وكثرت 
العيارون  ببغداد  ، واستطالوا على الناس ليلا ونهارا وسرا وجهارا ، ولم يحج أحد من 
أهل العراق   وخراسان  هذه السنة ; لفساد البلاد .