وممن توفي فيها من الأعيان : 
أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الحافظ ، أبو بكر 
المعروف بالبرقاني  ، ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، سمع الكثير ، ورحل إلى البلاد ، وجمع كتبا كثيرة جدا ، وكان عالما بالقرآن والحديث والفقه والنحو ، وله مصنفات في الحديث حسنة نافعة . قال 
الأزهري    : إذا مات 
البرقاني  ذهب هذا الشأن ، وما رأيت أتقن منه . وقال غيره : ما رأيت أعبد منه في أهل الحديث . توفي يوم الخميس مستهل رجب ، وصلى عليه 
أبو علي بن أبي موسى الهاشمي  ، ودفن في مقبرة الجامع 
ببغداد  ، وقد أورد له الحافظ 
 nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر  من شعره قوله : 
أعلل نفسي بكتب الحديث وأحمل فيه لها الموعدا      [ ص: 651 ] وأشغل نفسي بتصنيفه 
وتخريجه دائما سرمدا     فطورا أصنفه في الشيو 
خ وطورا أصنفه مسندا     وأقفو البخاري فيما نحا 
ه وصنفه جاهدا مجهدا     ومسلم إذ كان زين الأنام 
بتصنيفه مسلما مرشدا     وما لي فيه سوى أنني 
أراه هوى صادف المقصدا     وأرجو الثواب بكتب الصلا 
ة على السيد المصطفى أحمدا     وأسأل ربي إله العبا 
د جريا على ما به عودا 
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد ، أبو العباس الأبيوردي  
أحد أئمة الشافعية ، من تلاميذ الشيخ 
أبي حامد الإسفراييني  ، كانت له حلقة في جامع المنصور للفتيا ، وكان يدرس في قطيعة 
الربيع  ، وولي الحكم 
ببغداد  نيابة عن 
ابن الأكفاني  ، وقد سمع الحديث ، وكان حسن الاعتقاد ، جميل الطريقة ، فصيح اللسان ، صبورا على الفقر ، كاتما له ، وكان يقول الشعر الجيد ، وكان كما قال الله تعالى : 
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا   [ البقرة : 273 ] . توفي في جمادى الآخرة ، ودفن بمقبرة 
باب حرب    . 
أبو علي البندنيجي ، الحسن بن عبد الله بن يحيى ، الشيخ أبو علي البندنيجي  
أحد أئمة الشافعية ، وتلميذ 
أبي حامد الإسفراييني  أيضا ، ولم   
[ ص: 652 ] يكن في أصحابه مثله ، درس وأفتى وحكم 
ببغداد  ، وكان دينا ورعا . توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة أيضا . 
عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد ، أبو الفرج التميمي  
الفقيه الحنبلي الواعظ ، سمع من أبيه أثرا مسلسلا عن 
علي    : الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه ، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال . توفي في ربيع الأول ، ودفن في مقبرة 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل    . 
غريب بن محمد بن مقن سيف الدولة ، أبو سنان 
 كان قد ضرب السكة باسمه ، وكان ملكا متمكنا في الدولة ، وخلف خمسمائة ألف دينار ، وقام ابنه 
سنان  بعده ، وتقوى بعمه 
قرواش  ، واستقامت أموره به ، توفي 
بكرخ سابور  عن سبعين سنة .