صفحة جزء
وممن توفي فيها من الأعيان :

الحسين بن علي بن محمد بن جعفر ، أبو عبد الله الصيمري

نسبة إلى نهر بالبصرة ، يقال له : الصيمر ، عليه عدة قرى . أحد أئمة الحنفية ، ولي قضاء المدائن ، ثم قضاء ربع الكرخ ، وحدث عن أبي بكر المفيد ، وابن شاهين وغيرهما ، وكان صدوقا ، وافر العقل ، جميل المعاشرة ، حسن العبارة ، عارفا بحقوق العلماء . توفي في شوال عن خمس وثمانين سنة .

عبد الوهاب بن منصور بن أحمد ، أبو الحسين

المعروف بابن المشتري ، الأهوازي
، كان على قضاء الأهواز ونواحيها ، شافعي المذهب ، كان له منزلة كبيرة عند السلطان ، وكان صدوقا ، كثير المال ، حسن السيرة ، رحمه الله تعالى .

الشريف المرتضى ، علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، [ ص: 694 ] الشريف الموسوي

الملقب بالمرتضى ذي المجدين - كان أكبر من أخيه الرضي ، ذي الحسبين - نقيب الطالبيين ، وكان جيد الشعر ، على مذهب الإمامية والاعتزال ، يناظر على ذلك ، وكان يناظر عنده في كل المذاهب ، وله تصانيف في التشيع ; أصولا وفروعا .

وقد نقل ابن الجوزي في ترجمته أشياء من تفرداته في التشيع ، فمن ذلك : أنه لا يصح السجود إلا على الأرض أو ما كان من جنسها . وأن الاستجمار إنما يجزئ في الغائط لا في البول . وأن الكتابيات حرام ، وذبائح أهل الكتاب حرام ، وكذا ما ولوه هم وسائر الكفار من الأطعمة . وأن الطلاق لا يقع إلا بحضرة شاهدين ، والمعلق منه لا يقع وإن وجد شرطه . ومن نام عن صلاة العشاء حتى انتصف الليل وجب قضاؤها ، ويجب عليه أن يصبح صائما كفارة لما وقع منه . ومن ذلك أن المرأة إذا جزت شعرها يجب عليها كفارة قتل الخطأ . ومن شق ثوبه في مصيبة وجب عليه كفارة يمين . ومن تزوج امرأة لها زوج لا يعلمه وجب عليه أن يتصدق بخمسة دراهم . وأن قطع السارق من أصول الأصابع . قال ابن الجوزي : نقلتها من خط أبي الوفاء بن عقيل . قال : وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع ، وأعجب منها ذم الصحابة ، رضي الله عنهم . ثم سرد من كلامه شيئا قبيحا في تكفير عمر وعثمان وعائشة وحفصة ، رضي الله عنهم ، وقبحه وأمثاله إن لم يكن تاب ، فقد [ ص: 695 ] روى ابن الجوزي ، قال : أنبأنا ابن ناصر ، عن أبي الحسن بن الطيوري ، قال : سمعت أبا القاسم بن برهان يقول : دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه ، وإذا قد حول وجهه إلى الجدار ، فسمعته يقول : أبو بكر وعمر وليا فعدلا ، واسترحما فرحما ، أفأنا أقول : ارتدا بعد ما أسلما ؟! قال : فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه . وكانت وفاته في هذه السنة عن إحدى وثمانين سنة . وقد ذكره ابن خلكان وأورد شيئا من أشعاره الرائقة . قال : ويقال : إنه هو الذي وضع كتاب " نهج البلاغة " .

محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل ، أبو منصور الروياني

صاحب الشيخ أبي حامد الإسفراييني . قال الخطيب : سكن بغداد وحدث بها ، وكتبنا عنه ، وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع . ومات في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن بباب حرب .

أبو الحسين البصري المعتزلي ، محمد بن علي بن الطيب أبو الحسين البصري المتكلم

شيخ المعتزلة ، والمنتصر لهم ، والحامي عن ذمارهم بالتصانيف الكثيرة ، وقد كانت وفاته في ربيع الآخر من هذه السنة ، وصلى عليه القاضي [ ص: 696 ] أبو عبد الله الصيمري ، ودفن في الشونيزية ، وليس له من رواية الحديث سوى حديث واحد ، رواه عنه الخطيب البغدادي في " تاريخه " : حدثنا محمد بن علي بن الطيب ، قرئ على هلال بن محمد بن أخي هلال الرأي بالبصرة وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم أبو مسلم الكجي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والغلابي والمازني والزريقي ، قالوا : حدثنا القعنبي ، عن شعبة ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود البدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت والغلابي اسمه محمد ، والمازني اسمه محمد بن حيان ، والزريقي أبو علي محمد بن أحمد بن خالد البصري .

التالي السابق


الخدمات العلمية