صفحة جزء
خلافة المسترشد بالله أمير المؤمنين أبي منصور الفضل بن المستظهر

لما توفي أبوه - كما ذكرنا - بويع له بالخلافة ، وخطب له على المنابر ، وقد كان ولي العهد من مدة ثلاثة وعشرين سنة ، وكان الذي أخذ البيعة له قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني ، ولما استقرت البيعة له هرب أخوه أبو الحسن في سفينة ومعه ثلاثة نفر ، وقصد دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي بالحلة ، فأكرمه وأحسن إليه ، فقلق المسترشد بالله من ذلك ، فراسل دبيسا في ذلك مع نقيب النقباء الزينبي ، فهرب أخو الخليفة من دبيس ، فأرسل إليه جيشا فألجئوه إلى البرية ، فلحقه عطش شديد فلقيه بدويان فسقياه ماء ، وحملاه إلى بغداد ، فأحضره أخوه إليه فاعتنقا وتباكيا ، وأنزله الخليفة دارا كان يسكنها قبل الخلافة ، وأحسن إليه وطيب نفسه ، وكان مدة غيبته عن بغداد أحد عشر شهرا ، واستقرت الخلافة بلا منازعة للمسترشد .

وفي هذه السنة كان غلاء شديد ببغداد ، وانقطع الغيث وعدمت الأقوات ، وتفاقم أمر العيارين ببغداد ، ونهبوا الديارات نهارا جهارا ، ولم تستطع الشرطة لذلك [ ص: 238 ] تغييرا ولا إنكارا .

وحج بالناس في هذه السنة نظر الخادم .

التالي السابق


الخدمات العلمية