صفحة جزء
[ ص: 267 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة وخمسمائة

فيها قصد دبيس والسلطان طغرل بغداد ; ليأخذاها من يد الخليفة
، فلما اقتربا منها برز إليهما الخليفة في جحفل عظيم ، والناس مشاة بين يديه ، وعليه السواد والبرد ، وبيده القضيب ، إلى أول منزلة ، ثم ركب الناس بعد ذلك ، فلما أمست الليلة التي يقتتلون في صبيحتها - ومن عزمهم أن ينهبوا بغداد - أرسل الله مطرا عظيما ومرض السلطان طغرل في تلك الليلة ، فتفرقت تلك الجموع ، ورجعوا على أعقابهم خائبين خائفين ، والتجأ دبيس - قبحه الله - وطغرل إلى الملك سنجر وسألاه الأمان من الخليفة والسلطان محمود ، فحبس دبيسا في قلعته ، ووشى واش إلى الملك سنجر أن الخليفة يريد أن يستأثر بالملك وقد خرج من بغداد الآن لقتال الأعداء ، فوقع في نفس سنجر من ذلك شيء ، وأضمر سوءا مع أنه قد زوج ابنته من الخليفة .

وفيها قتل القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي بهمذان ، قتلته الباطنية ، وكان قد أرسله الخليفة إلى سنجر يخطب ابنته . وحج بالناس نظر الخادم .

التالي السابق


الخدمات العلمية