صفحة جزء
وممن توفي فيها من الأعيان :

الشيخ أبو العباس الرفاعي

أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد ، المعروف بابن الرفاعي ،
شيخ الطائفة الأحمدية
والرفاعية البطائحية لسكناه أم عبيدة من قرى البطائح وهي بين البصرة وواسط ، كان أصله من العرب فسكن هذه البلاد ، والتف عليه خلق كثير ، ويقال : إنه حفظ " التنبيه " في الفقه . وقد ذكرته في طبقات الشافعية .

قال ابن خلكان : ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الحيات وهي حية ، والنزول في التنانير وهي تضطرم ، فيطفئونها ، ويقال : إنهم في بلادهم يركبون الأسود . قال : وليس للشيخ أحمد عقب ، وإنما النسل لأخيه ، وذريته يتوارثون المشيخة بتلك البلاد . وقال : ومن شعر الشيخ أحمد ، على ما قيل :


إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم أنوح كما ناح الحمام المطوق      [ ص: 560 ] وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى
وتحتي بحار بالأسى تتدفق     سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها
تفك الأسارى دونه وهو موثق     فلا هو مقتول ففي القتل راحة
ولا هو ممنون عليه فيطلق

ومن شعره قوله :


أغار عليها من أبيها وأمها     ومن كل من يدنو إليها وينظر
وأحذر للمرآة أيضا بكفها     إذا نظرت منك الذي أنا أنظر

قال : ولم يزل على تلك الحال إلى أن توفي يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى من هذه السنة ، رحمه الله .

خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال

أبو القاسم القرطبي
الحافظ المحدث المؤرخ ، صاحب التصانيف ، له كتاب " الصلة " جعله ذيلا على تاريخ أبي الوليد بن الفرضي ، وله كتاب " المستغيثين بالله " ، وله مجلد في تعيين الأسماء المبهمة في الروايات على طريقة الخطيب ، وأسماء من روى " الموطأ " ، على حروف المعجم ، بلغوا ثلاثة وسبعين رجلا ، وكانت وفاته في رمضان عن أربع وثمانين سنة ، رحمه الله تعالى ورضي عنه .

[ ص: 561 ] العلامة قطب الدين أبو المعالي

مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري ،
تفقه على محمد بن يحيى صاحب الغزالي ، قدم دمشق ودرس بالغزالية والمجاهدية ، وبحلب بمدرسة نور الدين وأسد الدين ، ثم بهمذان ، ثم رجع إلى دمشق ودرس بالغزالية ، وانتهت إليه رياسة المذهب ، ومات بها في سلخ رمضان يوم العيد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، عن ثلاث وتسعين سنة ، وعنه أخذ الفخر بن عساكر وغيره ، وهو الذي صلى على الحافظ ابن عساكر . والله سبحانه أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية