صفحة جزء
وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :

عبد الله بن أسعد الموصلي

الفقيه مهذب الدين ، عبد الله بن أسعد الموصلي
مدرس حمص وكان [ ص: 572 ] بارعا في فنون ، ولا سيما في الشعر والأدب ، وقد أثنى عليه العماد ، والشيخ شهاب الدين أبو شامة .

الأمير ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه

صاحب حمص والرحبة ، وهو ابن عم السلطان صلاح الدين ، وزوج أخته ست الشام بنت أيوب ، كانت وفاته بحمص فنقلته زوجته ست الشام إلى تربتها بالمدرسة الشامية البرانية ، فقبره هو الأوسط بينها وبين أخيها المعظم تورانشاه صاحب اليمن ، وقد خلف ناصر الدين محمد من الأموال والذخائر شيئا كثيرا ، ينيف على ألف ألف دينار . وكانت وفاته يوم عرفة فجأة ، فولي من بعده مملكة حمص ولده أسد الدين شيركوه بأمر السلطان ، أيده الله تعالى .

محمود بن أحمد بن علي بن إسماعيل

ابن عبد الرحيم الشيخ جمال الدين أبو الثناء المحمودي بن الصابوني ;
لأن جد أمه الشيخ أبو عثمان الصابوني ، كان أحد الأئمة المشاهير ، وإنما يقال له : المحمودي . لصحبة جده السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه ، فقدم الشيخ جمال الدين هذا الشام في أيام السلطان نور الدين محمود بن زنكي فأكرمه واحترمه ، ثم سار إلى [ ص: 573 ] مصر فنزلها ، وكان صلاح الدين يكرمه أيضا ، ووقف عليه وعلى ذريته أرضا ، فهي لهم إلى الآن .

الأمير الكبير سعد الدين مسعود بن معين الدين

كان من الأمراء الكبار أيام نور الدين وصلاح الدين ، وهو أخو الست خاتون ، وحين تزوجها صلاح الدين زوجه أخته الست ربيعة خاتون بنت أيوب ، التي تنسب إليها المدرسة الصلاحية بالسفح على الحنابلة ، وقد تأخرت مدتها فتوفيت في سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، وكانت آخر من بقي من أولاد أيوب لصلبه ، وكانت وفاته بدمشق في جمادى الآخرة من جرح أصابه وهو في حصار ميافارقين .

الست خاتون عصمة الدين

بنت معين الدين
،
نائب دمشق وأتابك عسكرها قبل نور الدين ، كما تقدم ، وقد كانت زوجة نور الدين ، رحمه الله ، ثم خلف عليها من بعده صلاح الدين في سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة ، وكانت من أحسن النساء وأعفهن وأكثرهن صدقة ، وهي واقفة الخاتونية الجوانية بمحلة حجر الذهب ، وخانقاه خاتون ظاهر باب النصر في أول الشرف القبلي على بانياس ودفنت بتربتها في سفح قاسيون قريبا من قباب الشركسية ، وإلى جنبها دار الحديث الأشرفية والأتابكية ، ولها أوقاف كثيرة غير ذلك ، وأما [ ص: 574 ] الخاتونية البرانية التي على القنوات بمحلة صنعاء الشام ويعرف ذلك المكان التي هي فيه بتل الثعالب ، فهي من إنشاء الست زمرد خاتون بنت جاولي ، وهي أخت الملك دقاق لأمه ، وكانت زوجة زنكي والد نور الدين محمود ، صاحب حلب وقد ماتت قبل هذا الحين كما تقدم ، رحمها الله تعالى .

الحافظ الكبير أبو موسى المديني

محمد بن عمر بن أحمد الأصبهاني ، الحافظ أبو موسى المديني ،
أحد حفاظ الدنيا الرحالين الجوالين له مصنفات عديدة ، وشرح أحاديث كثيرة ، رحمه الله .

السهيلي أبو القاسم


أبو القاسم وأبو زيد ، عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح - هو الداخل إلى الأندلس - الخثعمي السهيلي حكى القاضي ابن خلكان ، عن ابن دحية أنه أملى عليه نسبه ، كذلك قال ابن خلكان والسهيلي نسبة إلى قرية بالقرب من مالقة ، اسمها سهيل ; لأنه لا يرى سهيل النجم في شيء من تلك البلاد إلا من رأس جبل شاهق عندها . ولد السهيلي سنة ثمان وخمسمائة ، وقرأ القراءات واشتغل ، وحصل حتى برع وساد أهل زمانه [ ص: 575 ] بقوة القريحة وجودة الذهن ، وحسن التصانيف ، وكان ضريرا مع ذلك . له كتاب " الروض الأنف " يذكر فيه نكتا حسنة على السيرة لم يسبق إلى أشياء كثيرة منها ، وله كتاب " الإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام " ، وكتاب " نتائج الفكر " ، ومسألة في الفرائض بديعة ، ومسألة في السر في كون الدجال أعور ، وأشياء كثيرة فريدة بديعة مفيدة ، وله أشعار حسنة ، وكان عفيفا فقيرا ، وقد حصل له مال كثير في آخر عمره من صاحب مراكش كانت وفاته في هذه السنة يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان ، وله قصيدة كان يدعو الله بها ويرتجي الإجابة فيها وهي قوله :


يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع     يا من يرجى للشدائد كلها
يا من إليه المشتكى والمفزع     يا من خزائن رزقه في قول كن
امنن فإن الخير عندك أجمع     ما لي سوى فقري إليك وسيلة
فبالافتقار إليك فقري أدفع     ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رددت فأي باب أقرع     ومن الذي أدعو وأهتف باسمه
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع     حاشا لمجدك أن يقنط عاصيا
الفضل أجزل والمواهب أوسع

التالي السابق


الخدمات العلمية