صفحة جزء
وممن توفي في هذه السنة - أعني سنة ثلاث وثمانين - من الأعيان :

[ ص: 598 ] الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي

كان من صلحاء الحنابلة ، وكان يزار ، وله مصنف في فضل يزيد بن معاوية ، أتى فيه بغرائب وعجائب ، وقد رد عليه أبو الفرج بن الجوزي في هذا الكتاب ، فأجاد وأصاب ، ومن أحسن ما اتفق لعبد المغيث هذا أن بعض الخلفاء - وأظنه الناصر - جاءه للزيارة مختفيا ، فعرفه الشيخ ، ولم يعلمه أنه قد عرفه ، فسأله الخليفة عن يزيد أيلعن أم لا ؟ فقال : لا أسوغ لعنه ; لأني لو فتحت هذا الباب للعن الناس خليفتنا . قال : ولم ؟ قال : لأنه يفعل أشياء منكرة كثيرة ، منها كذا وكذا . ثم شرع يعدد على الخليفة ، ما يقع منه من المنكرات لينزجر عنها ، فتركه الخليفة ، وخرج من عنده وقد أثر كلامه له فيه ، ثم كانت وفاته في المحرم من هذه السنة ، رحمه الله .

وفيها توفي الشيخ علي بن خطاب بن ظفر العابد الناسك ، أحد الزهاد وذوي الكرامات ، وكان مقامه بجزيرة ابن عمر . قال ابن الأثير في " الكامل " ولم أر مثله في حسن خلقه وسمته وكرمه وعبادته ، رحمه الله .

الأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك بن مقدم

أحد نواب الملك الناصر صلاح الدين ، لما افتتح الناصر بيت المقدس أحرم جماعة في زمن الحج منه إلى المسجد الحرام ، فكان أمير الحاج تلك السنة ، فلما كان بعرفة ضرب الدبادب [ ص: 599 ] ونشر الألوية ، وأظهر عز السلطان صلاح الدين ، فغضب طاشتكين أمير الحاج من جهة الخليفة ، فزجره عن ذلك فلم يسمع ، فاقتتلا فجرح ابن مقدم ، ومات في اليوم الثاني بمنى ، رحمه الله ، ودفن هنالك ، وجرت خطوب كثيرة ، وليم طاشتكين على ما فعل ، وعزل عن منصبه .

محمد بن عبيد الله

بن عبد الله سبط ابن التعاويذي الشاعر
،
أضر في آخر عمره وقد جاوز الستين سنة ، وكانت وفاته - رحمه الله - في شوال من هذه السنة .

نصر بن فتيان بن مطر

وفي خامس رمضان توفي الفقيه أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطر الحنبلي المعروف بابن المني ، وكان زاهدا عابدا ، مولده سنة إحدى وخمسمائة ، وممن تفقه عليه من المشاهير الشيخ موفق الدين بن قدامة ، والحافظ عبد الغني ، ومحمد بن خلف بن راجح ، والناصح عبد الرحمن بن النجم بن عبد الوهاب الحنبلي ، وعبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر وغيرهم .

أبو الحسن الدامغاني

وفيها توفي قاضي القضاة ببغداد أبو الحسن بن الدامغاني وقد حكم في أيام المقتفي ثم المستنجد ، ثم عزل وأعيد في أيام المستضيء ، وحكم للناصر حتى توفي في هذه السنة ، رحمه الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية