[ ص: 607 ] ثم دخلت 
سنة خمس وثمانين وخمسمائة 
فيها قدم من جهة الخليفة رسل إلى السلطان يعلمونه بولاية العهد 
لأبي نصر محمد الملقب بالظاهر بن الخليفة الناصر ،  فأمر السلطان خطيب 
دمشق  أبا القاسم عبد الملك بن زيد الدولعي  بالدعاء له ، ثم جهز السلطان مع الرسل تحفا عظيمة ، وهدايا سنية ، وأرسل بأسارى من 
الفرنج  على هيئتهم في حال حربهم ، وأرسل بصليب الصلبوت فدفن تحت عتبة باب النوى ، من دار الخلافة ، فكان بالأقدام يداس ، بعدما كان يعظم ويباس ، وصار يبصق عليه بعدما كان يسجد إليه ، والصحيح أن هذا الصليب إنما هو الذي كان منصوبا على قبة الصخرة ، وكان من نحاس مطليا بالذهب ، وقد انحط إلى أسفل الرتب .