صفحة جزء
وممن توفي فيها من الأعيان :

الشيخ شمس الدين أبو الفتوح ، عمر بن أسعد بن المنجي التنوخي [ ص: 270 ] المعري الحنبلي ،
قاضي حران قديما ، ثم قدم دمشق ، ودرس بالمسمارية ، وتولى خدما في الدولة المعظمية ، وكانت له رواية عن ابن صابر والقاضيين الشهرزوري وابن أبي عصرون ، وكانت وفاته في سابع ربيع الأول من هذه السنة - رحمه الله تعالى - وتوفي أخوه العز بعده في ذي الحجة ، ودفن بمدرسته التي بالجبل ، رحمه الله تعالى .

الشيخ الحافظ الصالح ، تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني ، كان يدري الحديث ، وله به معرفة جيدة ، أثنى عليه أبو شامة ، وصلي عليه بجامع دمشق ، ودفن بقاسيون ، رحمه الله .

واقف الكروسية

محمد بن عقيل بن كروس ، جمال الدين محتسب دمشق ، كان كيسا متواضعا ، توفي بدمشق في شوال ، ودفن بداره التي جعلها مدرسة ، وله دار حديث ، رحمه الله تعالى وعفا عنه .

الملك الجواد يونس بن ممدود ، بن العادل أبي بكر بن أيوب الملك الجواد ، وكان أبوه أكبر أولاد العادل ، تقلبت به الأحوال ، وملك دمشق بعد عمه الكامل محمد بن العادل ، وكان في نفسه جيدا محبا للصالحين ، ولكن [ ص: 271 ] كان في بابه من يظلم الناس ، وينسب ذلك إليه ، فأبغضته العامة ، وسبوه ، وألجئوه إلى أن قايض بدمشق الملك الصالح أيوب بن الكامل إلى سنجار وحصن كيفا ، ثم لم يحفظهما بل خرجتا عن يده ، ثم آل به الحال إلى أن سجنه الصالح إسماعيل بحصن عزتا ، حتى كانت وفاته في هذه السنة ، ونقل في شوال إلى تربة المعظم بسفح قاسيون ، وكان عنده ابن يغمور معتقلا ، فحوله الصالح إسماعيل إلى قلعة دمشق ، فلما ملكها الصالح أيوب نقله إلى الديار المصرية ، وشنقه مع الأمين غزال وزير الصالح إسماعيل ، على قلعة القاهرة ، جزاء على صنعهما في حق الصالح أيوب ، رحمه الله تعالى; أما ابن يغمور فإنه عمل عليه حتى حول ملك دمشق إلى الصالح إسماعيل ، وأما أمين الدولة ، فإنه منع الصالح من تسليم ولده عمر إليه ، فانتقم منهما بهذا ، وهو معذور في ذلك .

مسعود بن أحمد بن مسعود ، بن مازه البخاري ، أحد الفقهاء الحنفية الفضلاء ، وله علم بالتفسير وعلم الحديث ، ولديه فضل غزير ، قدم بغداد صحبة رسول التتار للحج ، فحبس عنده سنين ، ثم أفرج عنه ، فحج ثم عاد ، فمات ببغداد في هذه السنة - رحمه الله تعالى - .

أبو الحسن علي بن يحيى بن الحسن ، بن الحسين بن علي بن محمد البطريق بن نصر بن حمدون بن ثابت الأسدي الحلي ، ثم الواسطي ، ثم [ ص: 272 ] البغدادي ، الكاتب الشاعر الشيعي ، فقيه الشيعة ، أقام بدمشق مدة ، وامتدح كثيرا من الأمراء والملوك ، منهم الكامل صاحب مصر وغيره ، ثم عاد إلى بغداد ، فكان يشغل الشيعة في مذهبهم ، وكان فاضلا ذكيا ، جيد النظم والنثر ، ولكنه مخذول محجوب عن الحق . وقد أورد ابن الساعي قطعة جيدة من أشعاره في الكامل وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية