صفحة جزء
[ ص: 292 ] ثم دخلت سنة خمس وأربعين وستمائة

فيها كان عود السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل من الشام إلى الديار المصرية ،
وزار في طريقه بيت المقدس ، وفرق في أهله أموالا كثيرة ، وأمر بإعادة سوره ، كما كان في أيام عم أبيه الملك الناصر فاتح القدس ، ونزل الجيوش لحصار الفرنج ، ففتحت طبرية في عاشر صفر ، وفتحت عسقلان في أواخر جمادى الآخرة .

وفي رجب عزل الخطيب عماد الدين داود بن خطيب بيت الآبار عن الخطابة بالجامع الأموي ، وتدريس الغزالية ، وولي ذلك القاضي عماد الدين بن عبد الكريم بن الحرستاني شيخ دار الحديث بعد ابن الصلاح .

وفيها أرسل الصالح أيوب يطلب جماعة من أعيان الدماشقة اتهموا بممالأة [ ص: 293 ] الصالح إسماعيل ، منهم القاضي محيي الدين بن الزكي ، وبنو صصرى ، وابن العماد الكاتب ، والحكيمي مملوك الصالح إسماعيل ، والشهاب غازي والي بصرى ، فلما وصلوا إلى مصر لم يكن إليهم شيء من العقوبات والإهانة ، بل خلع على بعضهم وتركوا باختيارهم مكرمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية