صفحة جزء
وممن توفي فيها من المشاهير :

الحسين بن الحسين بن علي بن حمزة العلوي الحسيني ، أبو عبد الله الأقساسي ، النقيب قطب الدين

أصله من الكوفة وأقام ببغداد ، وولي النقابة ، ثم اعتقل بالكوفة ، وكان فاضلا أديبا شاعرا مطبقا ، أورد له ابن الساعي أشعارا كثيرة ، رحمه الله .

الشلوبين النحوي : هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي ، أبو علي الأندلسي الإشبيلي

المعروف بالشلوبين ، وهو بلغة [ ص: 294 ] الأندلسيين الأبيض الأشقر . قال ابن خلكان : ختم به أئمة النحو ، وكان فيه تغفل . وذكر له شعرا ومصنفات ، منها " شرح الجزولية " ، وكتاب " التوطئة " ، وأرخ وفاته بهذه السنة . وقد جاوز الثمانين ، رحمه الله تعالى وعفا عنه .

الشيخ علي الحريري : علي بن أبي الحسن بن المنصور البسري

المعروف بالحريري أصله من قرية بسر شرقي زرع ، وأقام بدمشق مدة يعمل صنعة الحرير ، ثم ترك ذلك ، وأقبل يعمل الفقيري على يد الشيخ علي المغربل تلميذ الشيخ رسلان التركماني الجعبري ، فاتبعه طائفة من الناس يقال لهم : الحريرية . وابتنى له زاوية على الشرف القبلي ، وبدرت منه أفعال أنكرها عليه الفقهاء ، كالشيخ عز الدين بن عبد السلام ، والشيخ تقي الدين بن الصلاح ، والشيخ أبي عمرو بن الحاجب شيخ المالكية وغيرهم ، فلما كانت الدولة الأشرفية حبس في قلعة عزتا مدة سنين ، ثم أطلقه الصالح إسماعيل ، واشترط عليه أن لا يقيم بدمشق ، فلزم بلده بسر مدة حتى كانت وفاته في هذه السنة .

قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في " الذيل " : وفي رمضان أيضا توفي [ ص: 295 ] الشيخ علي المعروف بالحريري ، المقيم بقرية بسر في زاويته ، وكان يتردد إلى دمشق وتبعه طائفة من الفقراء ، وهم المعروفون بالحريرية أصحاب الزي المنافي للشريعة ، وباطنهم شر من ظاهرهم ، إلا من رجع إلى الله منهم ، وكان عند هذا الحريري من الاستهزاء بأمور الشريعة والتهاون بها من إظهار شعائر أهل الفسوق والعصيان شيء كثير ، وانفسد بسببه جماعة كبيرة من أولاد كبراء دمشق ، وصاروا على زي أصحابه ، وتبعوه بسبب أنه كان خليع العذار ، يجمع مجلسه الغناء الدائم والرقص والمردان ، وترك الإنكار على أحد فيما يفعله ، وترك الصلوات ، وكثرة النفقات ، فأضل خلقا كثيرا ، وأفسد جما غفيرا ، ولقد أفتى في قتله مرارا جماعة من علماء الشريعة ، ثم أراح الله تعالى منه ، هذا لفظه بحروفه .

واقف العزية الأمير عز الدين أيبك

أستاذ دار المعظم ، وكان من العقلاء الأجواد الأمجاد ، استنابه المعظم على صرخد ، وظهرت منه نهضة وكفاية ، ووقف العزيتين الجوانية والبرانية . ولما أخذ منه الصالح أيوب صرخد عوضه عنها ، وأقام بدمشق ، ثم وشي عليه بأنه يكاتب الصالح إسماعيل ، فاحتيط [ ص: 296 ] عليه وعلى أمواله وحواصله ، فمرض وسقط إلى الأرض ، وقال : هذا آخر عهدي . ولم يتكلم حتى مات ، ودفن بباب النصر بمصر ، ثم نقل إلى تربته التي فوق الوراقة ، رحمه الله تعالى . وإنما أرخ السبط وفاته في سنة سبع وأربعين ، فالله أعلم .

الشهاب غازي بن العادل صاحب ميافارقين وخلاط وغيرهما من البلدان ، كان من عقلاء بني أيوب ، وفضلائهم وأهل الديانة منهم ، ومما أنشد قوله :


ومن عجب الأيام أنك جالس على الأرض في الدنيا وأنت تسير     فسيرك يا هذا كسير سفينة
بقوم جلوس والقلوع تطير

التالي السابق


الخدمات العلمية