صفحة جزء
[ ص: 517 ] وممن توفي فيها من الأعيان

ابن عطاء الحنفي

قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي ، ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، سمع الحديث وتفقه على مذهب أبي حنيفة ، وناب في الحكم عن الشافعي مدة ، ثم استقل بقضاء الحنفية أول ما وليت القضاة من المذاهب الأربعة ، ولما وقعت الحوطة على أملاك الناس أراد السلطان منه أن يحكم بها بمقتضى مذهبه ، فغضب من ذلك وقال : هذه أملاك بأيدي أربابها ، وما يحل لمسلم أن يتعرض لها . ثم نهض من المجلس فذهب ، فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا ، ثم سكن غضبه ، فكان يثني عليه بعد ذلك ويمدحه ويقول : لا تثبتوا كتابا إلا عنده . كان ابن عطاء من العلماء الأخيار ، كثير التواضع قليل الرغبة في الدنيا ، روى عنه ابن جماعة وأجاز للبرزالي . توفي يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى ، ودفن بالقرب من المعظمية بسفح قاسيون ، رحمه الله تعالى .

بيمند بن بيمند بن بيمند

إريس طرابلس الفرنجي
،
كان جده نائبا لبنت صنجل الذي تملك طرابلس من ابن عمار في حدود الخمسمائة ، وكانت [ ص: 518 ] يتيمة تسكن بعض جزائر البحر ، فتغلب هذا على البلد لبعدها عنه ، ثم استقل بها ولده ، ثم حفيده هذا ، وكان شكلا مليحا . قال قطب الدين اليونيني : رأيته ببعلبك في سنة ثمان وخمسين وستمائة حين جاء مسلما على كتبغا نوين ورام أن يطلب منه بعلبك; فشق ذلك على المسلمين . ولما توفي دفن في كنيسة طرابلس ولما فتحها المسلمون في سنة ثمان وثمانين وستمائة نبش الناس قبره ، وأخرجوه منه ، وألقوا عظامه على المزابل للكلاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية