[ ص: 538 ] ثم دخلت 
سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة 
استهلت هذه السنة وسلطان 
الديار المصرية  ، 
والبلاد الشامية  ، 
والحرمين الشريفين ،  وما يتبع ذلك - الملك الصالح 
صلاح الدين صالح ابن السلطان الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون ،  والخليفة الذي يدعى له 
المعتضد بأمر الله ،  ونائب 
الديار المصرية  الأمير 
سيف الدين قبلاي ،  وقضاة  مصر هم المذكورون في التي قبلها ، والوزير القاضي 
ابن زنبور  ، وأولو الأمر الذين يدبرون المملكة فلا تصدر الأمور إلا عن آرائهم لصغر السلطان المذكور - جماعة من أعيانهم ثلاثة; 
سيف الدين شيخون ،  وطاز ،  وصرغتمش ،  ونائب 
دمشق  الأمير 
سيف الدين أرغون الكاملي  ، وقضاتها هم المذكورون في التي قبلها ، ونائب البلاد الحلبية الأمير 
سيف الدين بيبغا آروس ،  ونائب 
طرابلس  الأمير 
سيف الدين بكلمش ،  ونائب 
حماة  الأمير 
شهاب الدين أحمد بن مشد الشربخانة    . 
ووصل بعض الحجاج إلى 
دمشق  في تاسع الشهر - وهذا نادر - وأخبر بموت المؤذن 
شمس الدين بن سعيد  بعد منزلة العلا في المطالع .  
[ ص: 539 ] وفي ليلة الاثنين سادس عشر صفر في هذه السنة وقع حريق عظيم عند باب جيرون شرقيه ، فأحرق دكان الفقاعي الكبيرة المزخرفة وما حولها ، واتسع اتساعا فظيعا ، واتصل الحريق بالباب الأصفر من النحاس ، فبادر ديوان الجامع إليه ، فكشطوا ما عليه من النحاس ، ونقلوه من يومه إلى خزانة الحاصل بمقصورته الحلبية بجوار مشهد 
علي ،  ثم غدوا عليه يكسرون خشبه بالفئوس الحداد ، والسواعد الشداد ، وإذا هو من خشب الصنوبر الذي في غاية ما يكون من القوة والثبات ، وتأسف الناس عليه; لكونه كان من محاسن البلد ومعالمه ، وله في الوجود ما ينيف عن أربعة آلاف سنة .