عودة الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون  
وذلك يوم الاثنين ثاني شهر شوال اتفق جمهور الأمراء مع الأمير 
شيخون  وصرغتمش    - في غيبة طاز في الصيد - على خلع الملك الصالح 
صالح بن الناصر ،  وأمه 
بنت تنكز ،  وإعادة أخيه الملك 
الناصر حسن  ، وكان ذلك يومئذ ، وألزم الصالح بيته مضيقا عليه ، وسلم إلى أمه 
خوندة بنت الأمير سيف الدين تنكز  نائب 
الشام  ، كان ، فطلبوا طاز ، وأمسك أخوه جنتمر ، وأخو السلطان الصالح   
[ ص: 564 ] لأمه 
عمر بن أحمد بن بكتمر الساقي ،  ووقعت خبطة عظيمة بالديار المصرية ، ومع هذا فلم يقبل البريد إلى 
الشام  وخبر البيعة إلا يوم الخميس الثاني عشر من هذا الشهر ، قدم بهما الأمير 
عز الدين أيدمر الشمسي ،  وبايع النائب بعد ما خلع عليه خلعة سنية ، والأمراء بدار السعادة على العادة ، ودقت البشائر ، وزين البلد ، وخطب له الخطيب يوم الجمعة على المنبر بحضرة نائب السلطنة والقضاة والدولة . 
وفي صبيحة يوم الخميس تاسع عشر شوال دخل 
دمشق  الأمير 
سيف الدين منجك  على نيابة 
طرابلس  ، ونزل القصر الأبلق مع الأمير 
عز الدين أيدمر ،  فأقام أياما عديدة ثم سار إلى بلده بعد أيام . 
وفي صبيحة يوم الخميس السادس والعشرين منه دخل الأمير 
سيف الدين طاز  من الديار المصرية في جماعة من أصحابه مجتازا إلى نيابة 
حلب  المحروسة ، فتلقاه نائب السلطنة إلى قريب من جامع 
كريم الدين  بالقبيبات ، وشيعه إلى قريب من باب الفراديس ، فسار ونزل بوطأة برزة فبات هنالك ، ثم أصبح غاديا ، وقد كان بالديار المصرية نظير الأمير 
شيخون ،  ولكن قوي عليه فسيره إلى بلاد 
حلب  ، وهو محبب إلى العامة لما له من السعي المشكور في أمور كبار ، كما تقدم .