صفحة جزء
رواية جابر بن عبد الله : قال الإمام أحمد : حدثنا يعمر ، حدثنا عبد الله ، حدثنا هشام قال : سمعت الحسن يذكر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل نبي دعوة قد دعا بها ، وإني استخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " . تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه .

طريق أخرى : قال الحافظ البيهقي : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، حدثنا محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، أبو نصر الغازي ، حدثنا عبد الله بن حماد الآملي ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد ، [ ص: 207 ] حدثنا زهير بن محمد ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي " . فقلت : ما هذا يا جابر ؟ قال : نعم يا محمد ، إنه من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب ، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ، ثم يدخل الجنة ، وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه ، وأغلق ظهره .

وقد رواه البيهقي أيضا ، عن الحاكم ، عن أبي بكر محمد بن جعفر بن أحمد المزكي ، عن محمد بن إبراهيم العبدي ، عن يعقوب بن كعب الحلبي ، عن الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون الأنبياء : 28 ] . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . قال الحاكم : هذا حديث صحيح . قال البيهقي : وظاهره يوجب أن تكون الشفاعة في أهل الكبائر مختصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والملائكة إنما يشفعون في أهل الصغائر ، وزيادة الدرجات ، وقد يكون المراد من الآية بيان كون المشفوع فيه مرتضى بإيمانه ، وإن كانت له كبائر وذنوب دون الشرك ، فيكون المراد بالآية نفي الشفاعة للكفار ; لأن الله تعالى لم يأذن فيها ، ولم يرض اعتقادهم .

[ ص: 208 ] طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته ، وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " . يعني النبي صلى الله عليه وسلم . ورواه مسلم ، عن محمد بن أحمد بن أبي خلف ، عن روح بن عبادة به .

طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ميز أهل الجنة وأهل النار ، فدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، قامت الرسل فشفعوا ، فيقول : انطلقوا - أو اذهبوا - فمن عرفتم فأخرجوه . فيخرجونهم قد امتحشوا ، فيلقونهم في نهر - أو على نهر - يقال له : الحياة " . قال : " فيسقط محاشهم على حافتي النهر ، ويخرجون بيضا كالثعارير ، ثم يشفعون فيقول : اذهبوا - أو انطلقوا - فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان ، فأخرجوه " . قال : " فيخرجون بشرا ، ويشفعون ، فيقول : اذهبوا - أو انطلقوا - فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه " . قال : " فيخرجون بشرا . [ ص: 209 ] ثم يقول الله ، عز وجل : أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي . فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه ، فيكتب في رقابهم : عتقاء الله تعالى ، ثم يدخلون الجنة ، فيسمون فيها الجهنميين " . تفرد به الإمام أحمد .

طريق أخرى : قال ابن أبي الدنيا : حدثنا علي بن الجعد ، حدثنا القاسم بن الفضل الحداني ، حدثني سعيد بن المهلب قال : قال طلق بن حبيب : كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله ، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها فيها ذكر خلود أهل النار ، فقال لي : يا طلق ، أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة نبيه مني ؟! قلت : لا . قال : إن الذي قرأته هم المشركون ، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا عذبوا بها ، ثم أخرجوا من النار . ثم أومأ بيديه إلى أذنه ، ثم قال : صمتا ، إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ، ونحن نقرأ الذي تقرأ .

التالي السابق


الخدمات العلمية