[ ص: 358 ] ذكر 
نظر الرب تعالى إلى أهل الجنة وتسليمه عليهم 
قال الله تعالى : 
تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما   [ الأحزاب : 44 ] . وقال تعالى : 
سلام قولا من رب رحيم   [ يس : 58 ] . وقال 
أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه  في كتاب السنة من " سننه " : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12461محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ،  حدثنا 
أبو عاصم العباداني ،   حدثنا 
الفضل الرقاشي ،  عن 
ابن المنكدر ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3514125بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الرب سبحانه ، قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة . قال : وذلك قول الله عز وجل : سلام قولا من رب رحيم   [ يس : 58 ] . قال : فينظر إليهم وينظرون إليه ، ولا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه ، حتى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره ، وبركته عليهم في ديارهم   " . 
وقد رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  مطولا من هذا الوجه ؟ فقال : أخبرنا 
علي بن أحمد بن عبدان ،  حدثنا 
أحمد بن عبيد  ، حدثنا 
الكديمي ،  حدثنا 
يعقوب بن إسماعيل أبو يوسف السلال ،  حدثنا 
أبو عاصم العباداني ،   عن 
الفضل بن عيسى الرقاشي ،   [ ص: 359 ] عن 
محمد بن المنكدر ،  عن 
جابر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
بينما أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الرب تعالى قد أشرف ، فقال : يا أهل الجنة ، سلوني . قالوا : نسألك الرضا عنا . قال : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، هذا أوانها ، فسلوني . قالوا : نسألك الزيادة . قال : فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر ، أزمتها زمرد أخضر ، وياقوت أحمر ، فجاءوا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها ، فيأمر الله ، عز وجل ، بأشجار عليها الثمار ، فتتحفهم من ثمارها ، فتجيء حوار من الحور العين ، وهن يقلن : نحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الخالدات فلا نموت ، أزواج قوم مؤمنين كرام . ويأمر الله بكثبان من مسك أذفر أبيض ، فتثيره عليهم ريح يقال لها : المثيرة . حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن ، وهي قصبة الجنة ، فتقول الملائكة : يا ربنا ، قد جاء القوم . فيقول : مرحبا بالصادقين ، مرحبا بالطائعين ، مرحبا بالمتقين . قال : فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إلى الله ، عز وجل ، فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا ، ثم يقول : أرجعوهم إلى قصورهم بالتحف . فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا .   [ ص: 360 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وذلك قول الله ، عز وجل : نزلا من غفور رحيم   [ فصلت : 32 ] . ثم قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي    : وقد مضى في هذا الكتاب ، في كتاب الرؤية ، ما يؤكد ما روي في هذا الحديث . والله أعلم . 
وذكر 
أبو المعالي الجويني  في الرد على 
السجزي ،  أن الرب تعالى إذا كشف الحجاب ، وتجلى لأهل الجنة تدفقت الأنهار ، واصطفقت الأشجار ، وتجاوبت الأطيار والسرر والغرفات وما فيها بالصرير والتعظيم والتسبيحات ، والأعين المتدفقات بالخرير ، واسترسلت الريح المثيرة ، وبثت في الدور والقصور المسك الأذفر ، والكافور ، وغردت الطيور ، وأشرفت الحور . 
والفضل بن عيسى  ضعيف ، ولكن روى 
الضياء  من حديث 
عبد الله بن عبيد الله ،  عن 
محمد بن المنكدر ،  عن 
جابر  مرفوعا ، مثله .