صفحة جزء
[ ص: 493 ] آخر الكلام على وقعة أحد

فصل

قد تقدم ما وقع في هذه السنة الثالثة من الحوادث والغزوات والسرايا ، ومن أشهرها وقعة أحد وكانت في النصف من شوال منها ، وقد تقدم بسطها . ولله الحمد .

وفيها في أحد توفي شهيدا أبو يعلى ويقال : أبو عمارة . أيضا ; حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الملقب بأسد الله وأسد رسوله ، وكان رضيع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو سلمة بن عبد الأسد أرضعتهم ثويبة مولاة أبي لهب كما ثبت ذلك في الحديث المتفق عليه ، فعلى هذا يكون قد جاوز الخمسين من السنين يوم قتل ، رضي الله عنه ، فإنه كان من الشجعان الأبطال ، ومن الصديقين الكبار ، وقتل معه يومئذ تمام السبعين ، رضي الله عنهم أجمعين .

قال مصعب الزبيري : ولد ليعلى بن حمزة خمسة بنين كلهم [ ص: 494 ] انقرضوا . وكانت له بنت يقال لها : عمارة .

قلت : وهي التي تناولها علي ، وقال لفاطمة : دونك ابنة عمك . فاختصم في حضانتها علي ، وزيد بن حارثة ، وجعفر فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها امرأة جعفر . وقال : الخالة بمنزلة الأم .

وفيها عقد عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد وفاة أختها رقية ، وكان عقده عليها في ربيع الأول منها ، وبنى بها في جمادى الآخرة منها ، كما تقدم ، فيما ذكره الواقدي .

وفيها ، قال ابن جرير : ولد لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب . قال : وفيها علقت بالحسين رضي الله عنهم أجمعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية