صفحة جزء
[ ص: 162 ] بسم الله الرحمن الرحيم سنة ست من الهجرة النبوية

قال البيهقي : يقال : في المحرم منها كانت سرية محمد بن مسلمة قبل نجد ، وأسروا فيها ثمامة بن أثال اليمامي . قلت : لكن في سياق ابن إسحاق ، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه شهد ذلك ، وهو إنما هاجر بعد خيبر فتؤخر إلى ما بعدها . والله أعلم .

وهي السنة التي كان في أوائلها غزوة بني لحيان ، على الصحيح .

قال ابن إسحاق : وكان فتح بني قريظة في ذي القعدة وصدر من ذي الحجة . وولي تلك الحجة المشركون . يعني في سنة خمس كما تقدم . قال : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفر وشهري ربيع ، وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه ، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة . [ ص: 163 ]

قال ابن هشام واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم والمقصود أنه عليه السلام ، لما انتهى إلى منازلهم هربوا من بين يديه ، فتحصنوا في رءوس الجبال فمال إلى عسفان فلقي بها جمعا من المشركين ، وصلى بها صلاة الخوف . وقد تقدم ذكر هذه الغزوة في سنة أربع ، وهنالك ذكرها البيهقي ، والأشبه ما ذكره ابن إسحاق أنها كانت بعد الخندق ، وقد ثبت أنه صلى بعسفان يوم بني لحيان ، فلتكتب هاهنا ، وتحول من هناك اتباعا لإمام أصحاب المغازي في زمانه وبعده ، كما قال الشافعي رحمه الله : من أراد المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق . وقد قال كعب بن مالك في غزوة بني لحيان :


لو ان بني لحيان كانوا تناظروا لقوا عصبا في دارهم ذات مصدق     لقوا سرعانا يملأ السرب روعه
أمام طحون كالمجرة فيلق [ ص: 164 ]     ولكنهم كانوا وبارا تتبعت
شعاب حجار غير ذي متنفق

التالي السابق


الخدمات العلمية