صفحة جزء
[ ص: 607 ] بعث خالد بن الوليد لهدم العزى

قال ابن جرير : وكان هدمها لخمس بقين من رمضان عامئذ .

قال ابن إسحاق : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى ، وكانت بيتا بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر ، وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم ، فلما سمع حاجبها السلمي بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ، ثم اشتد في الجبل الذي هي فيه وهو يقول :


أيا عز شدي شدة لا شوى لها على خالد ألقي القناع وشمري     أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا
فبوئي بإثم عاجل أو تنصري

قال : فلما انتهى خالد إليها هدمها ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
.

وقد روى الواقدي وغيره أنه لما قدمها خالد لخمس بقين من رمضان فهدمها ، ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما رأيت ؟ قال : لم أر [ ص: 608 ] شيئا . فأمره بالرجوع ، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول ، فعلاها بالسيف وجعل يقول :


يا عز كفرانك لا سبحانك     إني رأيت الله قد أهانك

ثم خرب ذلك البيت الذي كانت فيه ، وأخذ ما كان فيه من الأموال ، رضي الله عنه وأرضاه ، ثم رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تلك العزى ولا تعبد أبدا .


وقال البيهقي : أنبأنا محمد بن أبي بكر الفقيه ، أنبأنا محمد بن أبي جعفر ، أنبأنا أحمد بن علي ، ثنا أبو كريب ، عن ابن فضيل ، عن الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ، وكانت بها العزى ، فأتاها ، وكانت على ثلاث سمرات ، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ارجع فإنك لم تصنع شيئا فرجع خالد ، فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها ، أمعنوا هربا في الجبل وهم يقولون : يا عزى خبليه ، يا عزى عوريه ، وإلا فموتي برغم . قال : فأتاها خالد ، فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها ، تحثو التراب على رأسها ووجهها ، فعممها بالسيف حتى قتلها ، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : تلك العزى .

التالي السابق


الخدمات العلمية