صفحة جزء
[ ص: 369 ] ذكر سيفه عليه الصلاة والسلام

قال الإمام أحمد : ثنا سريج ، ثنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن الأعمى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد قال : رأيت في سيفي ذي الفقار فلا ، فأولته فلا يكون فيكم ، ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ، ورأيت أني في درع حصينة ، فأولتها المدينة ، ورأيت بقرا تذبح ، فبقر والله خير ، فبقر والله خير فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه به .

وقد ذكر أهل السنن أنه سمع قائل يقول : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي .

وروى الترمذي من حديث هود بن عبد الله بن سعد ، عن جده مزيدة بن جابر العبدي العصري ، رضي الله عنه ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وعلى سيفه ذهب وفضة . الحديث ، ثم قال : هذا حديث غريب .

[ ص: 370 ] وقال الترمذي في " الشمائل " : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا معاذ بن هشام : ، ثنا أبي ، عن قتادة ، عن سعيد بن أبي الحسن قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة .

وروى أيضا من حديث عثمان بن سعد ، عن ابن سيرين قال : صنعت سيفي على سيف سمرة ، وزعم سمرة أنه صنع سيفه على سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان حنفيا .

وقد صار إلى آل علي سيف من سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ، بكربلاء عند الطف كان معه ، فأخذه علي بن الحسين زين العابدين ، فقدم معه دمشق حين دخل على يزيد بن معاوية ، ثم رجع معه إلى المدينة فثبت في " الصحيحين " عن المسور بن مخرمة ، أنه تلقاه إلى الطريق ، فقال له : هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قال : فقال : لا . فقال : هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإني أخشى أن يغلبك عليه القوم ، وايم الله إن أعطيتنيه لا يخلص إليه أحد حتى يبلغ نفسي .

وقد ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك من السلاح ، من ذلك الدروع ، كما روى غير واحد منهم ، السائب بن يزيد ، وعبد الله بن الزبير ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر [ ص: 371 ] يوم أحد بين درعين .

وفي " الصحيحين " من حديث مالك ، عن الزهري ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه قيل له : هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة . فقال : اقتلوه .

وعند مسلم من حديث أبي الزبير ، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح ، وعليه عمامة سوداء .

وقال وكيع ، عن مساور الوراق ، عن جعفر بن عمرو بن حريث ، عن أبيه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وعليه عمامة سوداء .

وقال وكيع ، عن عبد الرحمن ابن الغسيل أبي سلمان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة دسماء . ذكرهما الترمذي في " الشمائل " .

وله من حديث الدراوردي ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتم سدلها بين كتفيه .

[ ص: 372 ] وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في " مسنده " : حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد ، ثنا مخول بن إبراهيم ، ثنا إسرائيل ، عن عاصم ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، أنه كانت عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمات فدفنت معه بين جنبه وبين قميصه . ثم قال البزار : لا نعلم رواه إلا مخول بن راشد ، وهو صدوق فيه شيعية ، واحتمل على ذلك . وقال الحافظ البيهقي بعد روايته هذا الحديث من طريق مخول هذا ، قال : وهو من الشيعة يأتي بأفراد عن إسرائيل لا يأتي بها غيره ، والضعف على رواياته بين ظاهر .

التالي السابق


الخدمات العلمية