صفحة جزء
فصل في الإخبار عن قتال الترك كما وقع ، سنبينه إن شاء الله تعالى ، وبه ثقة

قال البخاري : ثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، ثنا أبو الزناد عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنوف ، كأن [ ص: 220 ] وجوههم المجان المطرقة ، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه ، والناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله " . تفرد به من هذا الوجه .

ثم قال البخاري : ثنا يحيى ، ثنا عبد الرزاق عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم ، حمر الوجوه ، فطس الأنوف ، صغار الأعين ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، نعالهم الشعر " . تابعه غيره عن عبد الرزاق . وقد ذكر عن الإمام أحمد أنه قال : أخطأ عبد الرزاق في قوله : خوزا . بالخاء ، وإنما هو بالجيم . قلت : خوز وكرمان بلدان معروفان بالشرق . فالله أعلم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ، نعالهم الشعر " وقد رواه الجماعة إلا النسائي ، من حديث سفيان بن عيينة به .

[ ص: 221 ] وقال البخاري : ثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان قال : قال إسماعيل : أخبرني قيس قال : أتينا أبا هريرة ، رضي الله عنه ، فقال : صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن سمعته يقول; وقال هكذا بيده : بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر وهو هذا البارز ، وقال سفيان مرة : وهم أهل البازر .

وقد رواه مسلم عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ووكيع ، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، حمر الوجوه ، صغار الأعين قلت : وأما قول سفيان بن عيينة : هم أهل البازر . فالمشهور في الرواية تقديم الراء على الزاي ، ولعله تصحيف اشتبه على القائل ، من البازر; وهو السوق بلغتهم . فالله أعلم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، ثنا جرير بن حازم ، سمعت الحسن [ ص: 222 ] قال : ثنا عمرو بن تغلب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما نعالهم الشعر - أو : ينتعلون الشعر - وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ورواه البخاري عن سليمان بن حرب وأبي النعمان ، عن جرير بن حازم به . والمقصود أن قتال الترك وقع في آخر أيام الصحابة ، قاتلوا القان الأعظم ، فكسروه كسرة عظيمة ، على ما سنورده في موضعه إذا انتهينا إليه ، بحول الله وقوته وحسن توفيقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية