صفحة جزء
[ ص: 327 ] القول فيما أوتي هود ، عليه السلام .

قال أبو نعيم ما معناه : إن الله تعالى أهلك قومه بالريح العقيم ، وقد كانت ريح غضب ، ونصر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبا يوم الأحزاب ، كما قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " [ الأحزاب : 9 ] .

ثم قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ( ح ) وحدثنا عثمان بن محمد العثماني ، أنا زكريا بن يحيى الساجي ، قالا : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا حفص بن غياث ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما كان يوم الأحزاب انطلقت الجنوب إلى الشمال فقالت : انطلقي بنا ننصر محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت الشمال للجنوب : إن الحرة لا تسري بالليل . فأرسل الله عليهم الصبا ، فذلك قوله : " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها " ويشهد له الحديث المتقدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور . " وسيأتي التنبيه على ذلك في معجزة سليمان بتسخير الريح له .

التالي السابق


الخدمات العلمية