صفحة جزء
[ ص: 456 ] وقعة أخرى وهي قتال خالد في بزاخة .

كان قد اجتمع طائفة كثيرة من الفلال يوم بزاخة من أصحاب طليحة من بني غطفان ، فاجتمعوا إلى امرأة يقال لها : أم زمل سلمى بنت مالك بن حذيفة . وكانت من سيدات العرب ، كأمها أم قرفة ، وكان يضرب بأمها المثل في الشرف ; لكثرة أولادها وعزة قبيلتها وبيتها ، فلما اجتمعوا إليها ذمرتهم لقتال خالد ، فهاجوا لذلك ، وتأشب إليهم آخرون من بني سليم وطيئ وهوازن وأسد ، فصاروا جيشا كثيفا ، وتفحل أمر هذه المرأة ، فلما سمع بهم خالد بن الوليد سار إليهم ، واقتتلوا قتالا شديدا ، وهي راكبة على جمل أمها الذي كان يقال : من نخس جملها فله مائة من الإبل . وذلك لعزها ، فهزمهم خالد وعقر جملها وقتلها ، وبعث بالفتح إلى الصديق ، رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية