فصل ( ذكر من توفي في زمان دولة عثمان ) 
في ذكر 
من توفي في زمان دولة عثمان  ممن لا يعرف وقت وفاته على التعيين ، على ما ذكره شيخنا 
أبو عبد الله الذهبي  وغيره . 
أنس بن معاذ بن أنس بن قيس الأنصاري النجاري - ويقال له : أنيس  أيضا ، شهد المشاهد كلها ، رضي الله عنه . 
أوس بن الصامت ،  أخو 
عبادة بن الصامت  الأنصاريان ، شهد 
بدرا  ، 
وأوس  هو زوج المجادلة المذكور في قوله تعالى : 
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير   [ المجادلة : 1 ] . وأمرأته 
خولة بنت ثعلبة    . 
أوس بن خولي الأنصاري ،  من 
بني الحبلى ،  شهد 
بدرا ،  وهو المنفرد من بين 
الأنصار  بحضور غسل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والنزول مع أهله في قبره ، عليه الصلاة والسلام .  
[ ص: 401 ] الجد بن قيس ،  كان سيدا في 
الأنصار ،  ولكن كان بخيلا ومتهما بالنفاق ، يقال : إنه شهد يوم بيعة الرضوان فلم يبايع ، واستتر ببعير له . وهو الذي نزل فيه قوله تعالى : 
ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين الآية [ التوبة : 49 ] . وقد قيل : إنه تاب من ذلك وأقلع عنه . فالله أعلم . 
الحطيئة  الشاعر المشهور ، قيل : اسمه 
جرول . ويكنى بأبي مليكة ،  من 
بني عبس ،  أدرك أيام الجاهلية ، وأدرك صدرا من الإسلام ، وكان يطوف في الآفاق يمتدح الرؤساء من الناس ، ويستجديهم ، ويقال : كان بخيلا مع ذلك . سافر مرة فودع امرأته فقال لها : 
عدي السنين إذا خرجت لغيبة ودعي الشهور فإنهن قصار 
وكان مداحا هجاء ، وله شعر جيد ، ومن شعره ما قاله بين يدي أمير المؤمنين 
عمر بن الخطاب  ، رضي الله عنه ، فاستجاد منه قوله :  
[ ص: 492 ] من يفعل الخير لم يعدم جوازيه     لا يذهب العرف بين الله والناس 
 nindex.php?page=showalam&ids=2516خبيب بن يساف بن عنبة الأنصاري ،  أحد من شهد 
بدرا    . 
سلمان بن ربيعة الباهلي ،  يقال : له صحبة . كان من الشجعان الأبطال المذكورين والفرسان المشهورين ، ولاه 
عمر  قضاء 
الكوفة ،  ثم ولي في زمن 
عثمان  إمرة على جهاد الترك ، فقتل 
ببلنجر ،  فقبره هناك في تابوت يستسقي به الترك إذا قحطوا . 
عبد الله بن حذافة بن قيس القرشي السهمي ،  هاجر هو وأخوه 
قيس  إلى 
الحبشة ،  وكان من سادات الصحابة ، وهو القائل : من أبي يا رسول الله ؟ - وكان إذا لاحى الرجال دعي لغير أبيه - فقال : " أبوك 
حذافة    " . وكان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعثه إلى 
كسرى ،  فدفع كتابه إلى عظيم بصرى ، فبعث معه من يوصله إلى 
هرقل ،  كما تقدم . وقد أسرته 
الروم  في زمن 
عمر بن الخطاب ،   [ ص: 403 ] رضي الله عنه ، في جملة ثمانين من المسلمين ، فأرادوه على الكفر فأبى عليهم ، فقال له الملك : قبل رأسي وأنا أطلقك ومن معك من المسلمين . فقبل رأسه ، فأطلقهم ، فلما قدم على 
عمر  قال له : حق على كل مسلم أن يقبل رأسك . ثم قام 
عمر  فقبل رأسه ، ثم قبله الناس ، رضي الله عنه . 
عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي ،  صحابي أحدي ، وزعم 
الزهري  أنه شهد 
بدرا    . فالله أعلم . 
عبد الله بن قيس بن خالد الأنصاري النجاري ،  شهد 
بدرا    . 
عبد الرحمن بن سهل بن زيد الأنصاري الحارثي ،  شهد 
أحدا  وما بعدها ، وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر    : شهد 
بدرا    . استعمله 
عمر  على 
البصرة  بعد موت 
 nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان ،  وقد نهشته حية فرقاه 
عمارة بن حزم ،  وهو القائل 
لأبي بكر ،  وقد جاءته جدتان فأعطى السدس أم الأم وترك الأخرى وهي أم الأب - فقال له : أعطيت التي لو ماتت لم يرثها ، وتركت التي لو ماتت لورثها . فشرك بينهما   
[ ص: 404 ]   . 
عمرو بن سراقة بن المعتمر العدوي ،  أخو 
عبد الله بن سراقة ،  وهو بدري كبير ، روي أنه جاع مرة فربط حجرا على بطنه من شدة الجوع ، ومشى يومه ذلك إلى الليل ، فأضافه قوم من العرب ومن معه ، فلما شبع قال لأصحابه : كنت أحسب الرجلين يحملان البطن ، فإذا البطن ، يحمل الرجلين . 
عمير بن سعد الأنصاري الأوسي ،  صحابي جليل القدر كبير المحل ، كان يقال له : نسيج وحده . لكثرة زهادته وعبادته ، شهد فتح 
الشام  مع 
أبي عبيدة ،  وناب 
بحمص  وبدمشق  أيضا في زمان 
عمر ،  فلما كانت خلافة 
عثمان  عزله وولى 
معاوية  الشام  بكماله ، وله أخبار يطول ذكرها . 
عروة بن حزام ، أبو سعيد العذري ،  كان شاعرا مغرما في ابنة عم له ، وهي 
عفراء بنت مهاجر ،  يقول فيها الشعر ، واشتهر بحبها فارتحل أهلها من 
الحجاز  إلى 
الشام ،  فتبعهم 
عروة  فخطبها إلى عمه فامتنع من تزويجه لفقره ، وزوجها بابن عمها الآخر ، فهلك 
عروة  هذا في محبتها ، وهو مذكور في كتاب " مصارع العشاق " ومن شعره فيها قوله : 
وما هو إلا أن أراها فجاءة     فأبهت حتى ما أكاد أجيب 
 [ ص: 405 ] وأصرف عن رأيي الذي كنت أرتئي     وأنسى الذي أعددت حين تغيب 
قطبة بن عامر ، أبو زيد الأنصاري ،  عقبي بدري . 
قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة الأنصاري النجاري ،  له حديث في الركعتين قبل الفجر . وزعم 
 nindex.php?page=showalam&ids=13484ابن ماكولا  أنه شهد 
بدرا    . قال 
مصعب الزبيري    : هو جد 
يحيى بن سعيد الأنصاري    . وقال الأكثرون : بل   
[ ص: 406 ] هو جد 
أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الكوفي ،  فالله أعلم . 
لبيد بن ربيعة أبو عقيل العامري  الشاعر المشهور . صح أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : 
أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد    ; 
ألا كل شيء ما خلا الله باطل 
  . وتمام البيت : 
وكل نعيم لا محالة زائل 
فقال 
عثمان بن مظعون  إلا نعيم الجنة . وقد قيل : إنه توفي سنة إحدى وأربعين . فالله أعلم . 
المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي ،  شهد بيعة الرضوان ، وهو والد 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب  سيد التابعين . 
 nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري ،  شهد 
بدرا ،  وضرب يومئذ 
أبا جهل  بسيفه فقطع رجله ، وحمل 
 nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل  على 
معاذ  هذا فضربه بالسيف فحل يده من كتفه ، فقاتل بقية يومه وهي معلقة يسحبها خلفه ، قال 
معاذ    : فلما آذتني وضعت قدمي عليها ثم تمطأت عليها حتى طرحتها ، رضي الله عنه . وعاش بعد ذلك إلى هذه السنة سنة خمس وثلاثين .  
[ ص: 407 ] محمد بن جعفر بن أبي طالب ، القرشي الهاشمي ،  ولد لأبيه وهو 
بالحبشة ،  فلما هاجر إلى 
المدينة  سنة 
خيبر  ، وتوفي يوم مؤتة شهيدا ، جاء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى منزلهم ، فقال لأمهم 
 nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس    " ائتيني ببني أخي " . فجيء بهم كأنهم أفرخ ، فجعل يقبلهم ويشمهم ويبكي ، فبكت أمهم فقال : " أتخافين عليهم العيلة وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟ " . ثم أمر الحلاق فحلق رءوسهم . وقد مات 
محمد  وهو شاب في أيام 
عثمان ،  كما ذكرنا . وزعم 
 nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر  أنه توفي في تستر . فالله أعلم . 
معبد بن العباس بن عبد المطلب ،  ابن عم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . قتل شابا بإفريقية من بلاد المغرب . 
 nindex.php?page=showalam&ids=303معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي ،  صاحب خاتم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قيل : توفي في أيام 
عثمان    . وقيل : قبل ذلك . وقيل : سنة أربعين . والله أعلم . 
منقذ بن عمرو الأنصاري  ، أحد 
بني مازن بن النجار ،  كان قد أصابته آمة في رأسه فكسرت لسانه ، وضعف عقله ، وكان يكثر من البيع والشراء ، وكان يغبن ، فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : 
من بايعت فقل : لا خلابة . ثم أنت   [ ص: 408 ] بالخيار في كل ما تشتريه ثلاثة أيام   . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي    : كان مخصصا بإثبات الخيار ثلاثة في كل بيع ، سواء اشترط الخيار أم لا . 
نعيم بن مسعود أبو سلمة الغطفاني ،  وهو الذي خذل بين 
الأحزاب  وبين 
بني قريظة ،  كما قدمناه ، فله بذلك اليد البيضاء ، والراية العليا . 
أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي ،  الشاعر المشهور ، أدرك الجاهلية ، وأسلم بعد موت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وشهد يوم السقيفة ، وصلى على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكان أشعر 
هذيل ،  وهذيل  أشعر العرب ، وهو القائل : 
وإذا المنية أنشبت أظفارها     ألفيت كل تميمة لا تنفع 
وتجلدي للشامتين أريهم     أني لريب الدهر لا أتضعضع 
توفي غازيا 
بإفريقية  في خلافة 
عثمان    . 
أبو رهم سبرة بن عبد العزى ، القرشي العامري    . ذكره في هذا   
[ ص: 409 ] الفصل 
محمد بن سعد  وحده . 
أبو زبيد الطائي ،  الشاعر ، اسمه 
حرملة بن المنذر ،  كان نصرانيا ، وكان يجالس 
الوليد بن عقبة ،  فأدخله على 
عثمان ،  فاستنشده شيئا من شعره ، فأنشده قصيدة له في الأسد بديعة ، فقال له 
عثمان    : تفتأ تذكر الأسد ما حييت ؟ إني لأحسبك جبانا نصرانيا . 
أبو سبرة بن أبي رهم العامري ،  أخو 
 nindex.php?page=showalam&ids=233أبي سلمة بن عبد الأسد ،  أمهما 
 nindex.php?page=showalam&ids=15521برة بنت عبد المطلب ،  هاجر إلى 
الحبشة  وشهد 
بدرا  وما بعدها . قال 
الزبير بن بكار    : لا نعلم بدريا سكن مكة بعد النبي سواه . قال : وأهله ينكرون ذلك .  
[ ص: 410 ] أبو لبابة بن عبد المنذر ،  أحد نقباء ليلة العقبة وقيل : إنه توفي في خلافة 
علي    . والله أعلم . 
أبو هاشم بن عتبة ،  تقدم وفاته في سنة إحدى وعشرين . وقيل : في خلافة 
عثمان    . والله أعلم .