صفحة جزء
[ ص: 654 ] ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين

فيها بعث معاوية عمرو بن العاص إلى ديار مصر ليأخذها من محمد بن أبي بكر الصديق . واستناب معاوية عمرا عليها ، وذلك كما سنبينه . وقد كان علي ، رضي الله عنه ، استناب عليها قيس بن سعد بن عبادة ، وانتزعها من يد محمد بن أبي حذيفة ، وقد كان أخذها من ابن أبي سرح نائب عثمان عليها ، وكان عثمان قد عزل عنها عمرو بن العاص ، وكان عمرو هو الذي افتتحها ، كما تقدم ذلك ، ثم إن عليا عزل عنها قيس بن سعد ، وولى عليها محمد بن أبي بكر ، وكان قيس كفئا لمعاوية وعمرو ، فلما ولي محمد بن أبي بكر لم يكن فيه قوة تعادل معاوية وعمرا ، وحين عزل قيس بن سعد عنها رجع إلى المدينة ، ثم سار إلى علي بالعراق فكان معه . وكان معاوية يقول : والله لقيس بن سعد عند علي أبغض إلي من مائة ألف مقاتل تكون معه بدله . فلما فرغ علي من صفين ، وبلغه أن أهل مصر قد استخفوا بمحمد بن أبي بكر ; لكونه شابا ابن ست وعشرين سنة ، أو نحو ذلك عزم علي على رد قيس بن سعد [ ص: 655 ] إليها ، وكان علي قد جعله على شرطته . وقيل : إنه استمر بقيس عنده ، وولى الأشتر النخعي مصر ، وقد كان نائبه على الموصل ونصيبين ، فكتب إليه فاستقدمه عليه ، وولاه مصر . فلما بلغ معاوية تولية الأشتر النخعي مصر بدل محمد بن أبي بكر ، وعلم أن الأشتر سيمنعها منه ; لجرأته وشجاعته ، فسار الأشتر إليها ، فلما بلغ القلزم استقبله الجايسار ، وهو مقدم علي على الخراج ، فقدم إليه طعاما ، وسقاه شرابا من عسل فمات منه ، فلما بلغ ذلك معاوية وعمرا وأهل الشام قالوا : إن لله لجنودا من عسل .

وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن معاوية كان قد تقدم إلى هذا الرجل في أن يحتال على الأشتر ; فيقتله ، ووعده على ذلك بأمور ففعل ذلك . وفي هذا نظر ، وبتقدير صحته فإن معاوية يستجيز قتل الأشتر ; لأنه من قتلة عثمان ، رضي الله عنه . والمقصود أن معاوية وأهل الشام فرحوا فرحا شديدا بموت الأشتر النخعي

ولما بلغ ذلك عليا تأسف على شجاعته وغنائه ، وكتب إلى محمد بن أبي بكر باستقراره واستمراره بديار مصر ، ولكنه ضعف جأشه مع ما كان فيه من [ ص: 656 ] الخلاف عليه من العثمانية الذين ببلد خربتا ، وقد كانوا استفحل أمرهم حين انصرف علي من صفين وكان من أمر التحكيم ما كان ، وحين نكل أهل العراق عن قتال أهل الشام معه . وقد كان أهل الشام لما انقضت الحكومة بدومة الجندل سلموا على معاوية بالخلافة ، وقوي أمرهم جدا .

فعند ذلك جمع معاوية أمراءه ; عمرو بن العاص ، وشرحبيل بن السمط ، وحبيب بن مسلمة ، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، والضحاك بن قيس ، وبسر بن أبي أرطاة ، وأبا الأعور السلمي ، وحمزة بن سنان الهمداني ، وغيرهم ، فاستشارهم في المسير إلى مصر فاستجابوا له ، وقالوا : سر حيث شئت فنحن معك .

وعين معاوية نيابتها لعمرو بن العاص إذا فتحها ، ففرح بذلك عمرو ، ثم قال لمعاوية : أرى أن تبعث إليهم رجلا معه جند مأمون عارف بالحرب ، فإن بها جماعة ممن يوالي عثمان فيساعدونه على حرب من خالفهم ، [ ص: 657 ] فقال معاوية : لكن أرى أن أبعث إلى شيعتنا ممن هنالك كتابا نعلمهم بقدومنا عليهم ، ونبعث إلى مخالفينا كتابا ندعوهم فيه إلى الصلح . وقال معاوية لعمرو بن العاص : إنك يا عمرو رجل بورك لك في العجلة ، وإني امرؤ بورك لي في التؤدة . فقال عمرو : اعمل ما أراك الله ، وما أرى أمرك وأمرهم إلا سيصير إلى الحرب العوان .

فكتب عند ذلك معاوية إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري ، وإلى معاوية بن حديج السكوني - وهما رئيسا العثمانية ببلاد مصر وكانا ممن لم يبايع عليا ، ولم يأتمر بأمر نوابه بمصر في نحو من عشرة آلاف - يخبرهم بقدوم الجيش إليهم سريعا ، وبعث به مع مولى له يقال له : سبيع . فلما وصل الكتاب إلى مسلمة ومعاوية بن حديج فرحا به وردا جوابه بالاستبشار والمعاونة والمناصرة له ، ولمن يبعثه من الجيش .

فعند ذلك جهز معاوية عمرو بن العاص في ستة آلاف ، وخرج معه مودعا وأوصاه بتقوى الله والرفق والمهل والتؤدة ، وأن يقتل من قاتل ويعفو عمن أدبر ، وأن يدعو الناس إلى الصلح والجماعة ، فإذا أنت ظهرت فليكن أنصارك آثر [ ص: 658 ] الناس عندك .

فسار عمرو فلما دخل مصر ، اجتمعت عليه العثمانية فقادهم ، وكتب إلى محمد بن أبي بكر : أما بعد ، فتنح عني بدمك ، فإني لا أحب أن يصيبك مني ظفر ; فإن الناس قد اجتمعوا بهذه البلاد على خلافك ورفض أمرك ، وندموا على اتباعك ، فهم مسلموك لو قد التقت حلقتا البطان ، فاخرج منها فإني لك لمن الناصحين والسلام . وبعث إليه عمرو أيضا بكتاب معاوية إليه : أما بعد ، فإن غب البغي والظلم عظيم الوبال ، وإن سفك الدم الحرام لا يسلم فاعله من النقمة في الدنيا ، والتبعة الموبقة في الآخرة ، وإنا لا نعلم أحدا كان أشد خلافا على عثمان منك حين تطعن بمشاقصك بين حشاشته وأوداجه ، ثم أنت تظن أني عنك نائم أو لفعلك ناس ، حتى تأتي فتتأمر على بلاد أنت بها جاري ، وجل أهلها أنصاري ، وقد بعثت إليك بجيوش يتقربون إلى الله بجهادك ، ولن يسلمك الله من القصاص أينما كنت ، والسلام .

قال : فطوى محمد بن أبي بكر الكتابين ، وبعث بهما إلى علي وأعلمه بقدوم عمرو إلى مصر في جيش من قبل معاوية ; فإن كانت لك بأرض مصر حاجة فابعث إلي بأموال ورجال ، والسلام . فكتب إليه علي يأمره [ ص: 659 ] بالصبر وبمجاهدة العدو ، وأنه سيبعث إليه الرجال والأموال ، ويمده بالجيوش . وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية كتابا في جواب ما قال وفيه غلظة . وكذلك كتب إلى عمرو بن العاص كتابا فيه كلام غليظ . وقام محمد بن أبي بكر في الناس فخطبهم وحثهم على الجهاد ومناجزة من قصدهم من أهل الشام .

وتقدم عمرو بن العاص إلى مصر في جيوشه ، ومن لحق به من العثمانية ، والجميع في قريب من ستة عشر ألفا . وركب محمد بن أبي بكر في قريب من ألفي فارس وهم الذين انتدبوا معه من أهل مصر ، وقدم بين يدي جيشه كنانة بن بشر ، فجعل لا يلقى أحدا من الشاميين إلا قاتلهم حتى يلحقهم مغلوبين إلى عمرو بن العاص ، فبعث عمرو بن العاص إليه معاوية بن حديج ، فجاءه من ورائه ، وأقبل إليه الشاميون حتى أحاطوا به من كل جانب ; فترجل عند ذلك كنانة وهو يقول : وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا الآية [ آل عمران : 145 ] . ثم قاتل حتى قتل ، وتفرق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه ، ورجع يمشي فرأى خربة فأوى إليها ، ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر ، وذهب معاوية بن حديج في طلب محمد بن أبي بكر ، فمر بعلوج في الطريق فقال لهم : هل مر بكم أحد تستنكرونه ؟ قالوا : لا . فقال رجل منهم : إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة . فقال : هو هو ورب الكعبة . [ ص: 660 ] فدخلوا عليه فاستخرجوه منها - وقد كاد يموت عطشا - فانطلق أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص ، وكان قد قدم معه إلى مصر ، فقال : أيقتل أخي صبرا ؟ فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن حديج أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ولا يقتله . فقال معاوية : كلا والله ، أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر ، وقد كان في من قتل عثمان ، وقد سألهم عثمان الماء فلم يسقوه ؟ وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من الماء . فقال معاوية : لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا ; إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما ، فتلقاه الله بالرحيق المختوم .

وقد ذكر ابن جرير ، أن محمد بن أبي بكر نال من معاوية بن حديج هذا وشتمه ، ومن عمرو بن العاص ، ومن معاوية ومن عثمان بن عفان أيضا ; فعند ذلك غضب معاوية بن حديج ، فقدمه فقتله ، ثم جعله في جيفة حمار فأحرقه بالنار ، فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا ، وضمت عياله إليها ، وكان فيهم ابنه القاسم ، وجعلت تدعو على معاوية وعمرو بن العاص دبر الصلوات .

وذكر الواقدي أن عمرو بن العاص قدم مصر في أربعة آلاف ، فيهم أبو الأعور السلمي ، فالتقوا مع المصريين بالمسناة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى [ ص: 661 ] قتل كنانة بن بشر بن غياث التجيبي ، فهرب عند ذلك محمد بن أبي بكر فاختبأ عند رجل يقال له : جبلة بن مسروق . فدل عليه فجاء معاوية بن حديج وأصحابه فأحاطوا به فخرج إليهم محمد بن أبي بكر فقاتل حتى قتل .

قال الواقدي : وكان ذلك في صفر من هذه السنة . قال الواقدي : ولما قتل محمد بن أبي بكر بعث علي الأشتر النخعي إلى مصر فمات في الطريق . فالله أعلم . قال : وكانت أذرح في شعبان في هذه السنة أيضا ، فلما قتل محمد بن أبي بكر ، كتب عمرو بن العاص إلى معاوية يخبره بما كان من الأمر ، وأن الله قد فتح عليه بلاد مصر ورجعوا إلى السمع والطاعة . وقد زعم هشام بن محمد الكلبي أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة مسك في هذه السنة بعد مقتل محمد بن أبي بكر - وكان من جملة المحرضين على قتل عثمان - فبعثه عمرو بن العاص إلى معاوية ولم يبادر إلى قتله ; لأنه ابن خال معاوية ، فحبسه معاوية بفلسطين فهرب من السجن - وكان معاوية يحب نجاته فيما يرون - فلحقه رجل من خثعم يقال له : عبد الله بن عمرو بن ظلام - وكان عثمانيا شجاعا - بأرض البلقاء من بلاد حوران ، فاختفى محمد بن أبي حذيفة في غار ، فجاءت حمر وحش لتأوي إلى ذلك الغار ، فلما رأته فيه نفرت فتعجب [ ص: 662 ] من نفرتها جماعة الحصادين الذين هنالك ، فذهبوا إلى الغار ، فوجدوا محمد بن أبي حذيفة ، فخشي عبد الله بن ظلام أن يرده إلى معاوية فيعفو عنه ، فضرب عنقه هنالك . ذكر ذلك ابن الكلبي . وقد ذكر الواقدي وغيره أن محمد بن أبي حذيفة قتل في سنة ست وثلاثين ، كما قدمنا . فالله أعلم .

وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في كتابه : ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص استحل مال قبطي من قبط مصر ; لأنه استقر عنده أنه كان يظهر الروم على عورات المسلمين - يكتب إليهم بذلك - فاستخرج من ماله بضعا وخمسين إردبا دنانير . قال أبو صالح : والإردب ست ويبات ، والويبة مثل القفيز ، واعتبرنا الويبة فوجدناها تسعا وثلاثين ألف دينار . قلت : فعلى هذا يكون مبلغ ما أخذ منه ثلاثة عشر ألف ألف دينار .

قال أبو مخنف بإسناده : ولما بلغ علي بن أبي طالب مقتل محمد بن أبي بكر ، وما كان من الأمر ، وتملك عمرو مصر ، واجتماع الناس عليه وعلى معاوية ، قام في الناس خطيبا ، فحثهم على الجهاد والصبر والمسير إلى أعدائهم [ ص: 663 ] من الشاميين والمصريين ، وواعدهم الجرعة بين الكوفة والحيرة ، فلما كان الغد خرج يمشي إليها حتى نزلها فلم يخرج إليه منهم أحد ، فلما كان العشي بعث إلى أشرافهم ، فدخلوا عليه وهو حزين كئيب ، فقام فيهم خطيبا فقال : الحمد لله على ما قضى من أمر ، وقدر من فعل ، وابتلاني بكم ، وبمن لا يطيع إذا أمرت ، ولا يجيب إذا دعوت ، أوليس عجبا أن معاوية يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه بغير عطاء ولا معونة ويجيبونه في السنة المرتين والثلاث إلى أي وجه شاء ، وأنا أدعوكم - وأنتم أولو النهى وبقية الناس - على المعونة والعطاء فتتفرقون وتنفرون عني وتعصوني وتختلفون علي ؟ فقام إليه مالك بن كعب الهمداني ، ثم الأرحبي ، فندب الناس إلى امتثال أمر علي ، والسمع والطاعة له ، فانتدب ألفان ، فأمر عليهم مالك بن كعب هذا ، فسار بهم خمسا ثم قدم على علي جماعة ممن كان مع محمد بن أبي بكر ، بمصر فأخبروه كيف وقع الأمر ، وكيف قتل محمد بن أبي بكر ، وكيف استقر أمر عمرو بها . فبعث إلى مالك بن كعب فرده من الطريق ; وذلك أنه خشي عليهم من أهل الشام قبل وصولهم إلى مصر .

[ ص: 664 ] واستقر أمر العراقيين على مخالفة علي فيما يأمرهم به وينهاهم عنه ، والخروج عليه ، وانتقاد أحكامه ، ورد أقواله ، وحل إبرامه ; لجهلهم وقلة عقلهم وجفائهم وغلظتهم وفجور كثير منهم . ولما جاء عليا الخبر عن مصر وما حل بها ، وقتل محمد بن أبي بكر ، حزن على محمد حزنا كثيرا ، وترحم ورئي الحزن والكآبة عليه ، مع ما اجتمع عليه من مخالفة أهل العراق له ، ثم قال للناس : إني والله بمواضع الحرب لجدير خبير ، وإني لأعرف وجه الحزم ، وأقوم فيكم بالرأي المصيب فأستصرخكم معلنا ، وأناديكم نداء المستغيث ، ولا أرى فيكم مغيثا ، ولا تسمعون لي قولا ، ولا تطيعون لي أمرا حتى تصير بي الأمور إلى عواقب المساءة ، فأنتم والله القوم لا يدرك بكم ثأر ، دعوتكم إلى غياث إخوانكم منذ خمسين ليلة فتجرجرتم جرجرة الجمل الأشدق ، وتثاقلتم إلى الأرض تثاقل من ليست له نية في جهاد العدو ولا اكتساب الأجر ، ثم خرج إلي منكم مرايب كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون فأف لكم .

ثم كتب علي عند ذلك إلى ابن عباس - وهو نائبه على البصرة - يشكو إليه ما يلقاه من الناس من المخالفة ويقول : إني دعوتهم إلى غوث إخوانهم ; فمنهم من أتى كارها ، ومنهم المعتذر كاذبا ، أسأل الله أن يجعل لي منهم فرجا [ ص: 665 ] ومخرجا وأن يريحني منهم عاجلا ، ولولا ما أحاول من الشهادة لأحببت أن لا أبقى مع هؤلاء يوما واحدا ، عزم الله لنا ولكم على تقواه وهداه ، إنه على كل شيء قدير . والسلام . فرد عليه ابن عباس يسليه عن الناس ، ويعزيه في محمد بن أبي بكر ، ويحثه على ملاطفة الناس والصبر على مسيئهم ، فإن ثواب الله خير وأبقى . وقال له : إن الناس ربما تثاقلوا ثم نشطوا ، فارفق بهم يا أمير المؤمنين . ثم ركب ابن عباس من البصرة إلى علي ، وهو بالكوفة ، واستخلف ابن عباس على البصرة زيادا . وفي هذا العام بعث معاوية بن أبي سفيان كتابا مع عبد الله بن عمرو الحضرمي إلى أهل البصرة يدعوهم إلى الإقرار بما حكم له به عمرو بن العاص ، فلما قدمها نزل على بني تميم فأجاروه ، فنهض إليه زياد وبعث إليه علي بن أبي طالب أعين بن ضبيعة في جماعة من الناس ، فثاروا إليهم فاقتتلوا فقتل أعين بن ضبيعة أمير السرية التي بعثها علي ، فكتب نائب ابن عباس زياد إلى علي يعلمه بما وقع بالبصرة من المخالفة بعد خروج ابن عباس منها ، فبعث عند ذلك علي جارية بن قدامة التميمي في خمسين رجلا إلى قومه بني [ ص: 666 ] تميم ، وكتب معه كتابا إليهم ، فرجع أكثرهم عن ابن الحضرمي فقصده جارية فحصره في دار هو وجماعة معه - قيل : كان عددهم أربعين رجلا . وقيل : سبعين - فحرقهم بالنار ، بعد أن أعذر إليهم وأنذرهم ; فلم يقبلوا ولم يرجعوا عما جاءوا له من جهة معاوية .

التالي السابق


الخدمات العلمية