صفحة جزء
تزويج علي فاطمة الزهراء ، رضي الله عنهما

قال سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه : سمع رجل عليا على منبر الكوفة يقول : أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ، ثم ذكرت أن لا [ ص: 54 ] شيء لي ، ثم ذكرت عائدته وصلته ، فخطبتها ، فقال : " هل عندك شيء ؟ " قلت : لا . قال : " فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا ؟ " قلت : عندي . قال : " فأعطها " . فأعطيتها فزوجني ، فلما كان ليلة دخلت عليها قال : " لا تحدثا شيئا حتى آتيكما " . قال : فأتانا وعلينا قطيفة أو كساء فتحشحشنا ، فقال : " مكانكما " . ثم دعا بقدح من ماء ، فدعا فيه ، ثم رشه علي وعليها ، فقلت : يا رسول الله ، أنا أحب إليك أم هي ؟ قال : " هي أحب إلي ، وأنت أعز علي منها " . وقد روى النسائي من طريق عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، فذكره بأبسط من هذا السياق ، وفيه أنه أولم عليها بكبش من عند سعد ، وآصع من الذرة من عند جماعة من الأنصار ، وأنه دعا لهما بعد ما صب عليهما الماء ، فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شملهما " . يعني الجماع .

وروى محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : لما خطب علي فاطمة دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : " أي بنية ، إن ابن عمك عليا قد خطبك ، فماذا تقولين ؟ " فبكت ثم قالت : كأنك يا أبت إنما دخرتني لفقير قريش . فقال : " والذي بعثني بالحق ما [ ص: 55 ] تكلمت في هذا حتى أذن الله لي فيه من السماء " . فقالت فاطمة : رضيت بما رضي الله لي ورسوله . فخرج من عندها ، واجتمع المسلمون إليه ، ثم قال : " يا علي ، اخطب لنفسك " . فقال علي : الحمد لله الذي لا يموت ، وهذا محمد رسول الله زوجني ابنته فاطمة على صداق مبلغه أربعمائة درهم ، فاسمعوا ما يقول واشهدوا . قالوا : ما تقول يا رسول الله ؟ قال : " أشهدكم أني قد زوجته " . رواه ابن عساكر ، وهو حديث منكر . وقد ورد في هذا الفصل أحاديث كثيرة منكرة وموضوعة أضربنا عنها ; لئلا يطول الكتاب بها ، وقد أورد منها الحافظ ابن عساكر طرفا جيدا في " تاريخه " مع ضعفهما ووضعها .

وروى وكيع عن أبي خالد ، عن الشعبي قال : قال علي : ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحيته وتعجن فاطمة على ناحيته . وفي رواية مجالد عن الشعبي : ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لي خادم عليها غيرها .

حديث آخر : قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد . قال : فقال يوما : " سدوا هذه الأبواب إلا باب علي " . قال : فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، [ ص: 56 ] فقال فيه قائلكم ، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكن أمرت بشيء فاتبعته " . وقد رواه أبو الأشهب عن عوف ، عن ميمون ، عن البراء بن عازب فذكره . وقد تقدم ما رواه أحمد والنسائي من حديث أبي عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس . الحديث الطويل ، وفيه سد الأبواب غير باب علي . وكذا رواه شعبة عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس .

ورواه سعد بن أبي وقاص قال أحمد : ثنا حجاج ، ثنا فطر ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الأرقم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي تفرد به أحمد .

طريق أخرى عن سعد : قال أبو يعلى : ثنا موسى بن محمد بن حيان ، ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ، ثنا غسان بن بشر الكاهلي ، عن مسلم ، عن خيثمة ، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سد أبواب الناس في المسجد وفتح باب علي ، فقال الناس في ذلك ، فقال : " ما أنا فتحته ، ولكن الله [ ص: 57 ] فتحه " . وهذا لا ينافي ما ثبت في " صحيح البخاري " من أمره عليه الصلاة والسلام ، في مرضه الذي مات فيه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق ; لأن نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها ، فجعل هذا رفقا بها ، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة ، فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته ، عليه الصلاة والسلام ، وفيه إشارة إلى خلافته .

وقال الترمذي : ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي ، لا يحل لأحد يجنب في المسجد غيري وغيرك " . قال علي بن المنذر : قلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال : لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك . ثم قال الترمذي : وهذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وقد سمع محمد بن إسماعيل مني هذا الحديث فاستغربه . وقد رواه ابن عساكر من طريق كثير النواء ، عن عطية ، عن أبي سعيد به ، ثم أورده من طريق أبي نعيم ، ثنا عبد الملك بن أبي غنية ، عن أبي الخطاب عمر الهجري ، [ ص: 58 ] عن محدوج ، عن جسرة بنت دجاجة ، أخبرتني أم سلمة قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته حتى انتهى إلى صرحة المسجد ، فنادى بأعلى صوته : " أنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ، ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا " . وهذا إسناد غريب ، وفيه ضعف ، ثم ساقه من حديث أبي رافع بنحوه ، وفي إسناده غرابة أيضا .

حديث آخر قال الحاكم وغير واحد ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، عن بريدة بن الحصيب قال غزوت مع علي إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرت عليا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير ، فقال : " يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " فقلت : بلى يا رسول الله . فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير ، ثنا الأجلح الكندي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن ; على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الأخرى خالد بن الوليد ، وقال : " إذا التقيتما فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده " . قال : فلقينا بنى زيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه . قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك ، فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعت إليه [ ص: 59 ] الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، فبلغت ما أرسلت به . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقع في علي ; فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " . هذه اللفظة منكرة والأجلح شيعي ، ومثله لا يقبل إذا تفرد بمثلها ، وقد تابعه فيها من هو أضعف منه . والله أعلم . والمحفوظ في هذا رواية أحمد ، عن وكيع ، عن الأعمش عن سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كنت وليه فعلي وليه " . ورواه أحمد أيضا والحسن بن عرفة ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش به . ورواه النسائي ، عن أبي كريب ، عن أبي معاوية به .

وقال أحمد : حدثنا روح ، عن علي بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس . قال : فأصبح ورأسه يقطر ، فقال خالد لبريدة : ألا ترى ما يصنع هذا ؟ قال : فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته ما صنع علي . قال : وكنت أبغض عليا ، فقال : " يا بريدة ، أتبغض عليا ؟ " فقلت : نعم . قال : " لا تبغضه وأحبه ; [ ص: 60 ] فإن له في الخمس أكثر من ذلك " . وقد رواه البخاري في " الصحيح " عن بندار ، عن روح به مطولا .

وقال أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، ثنا عبد الجليل قال : انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز وابن بريدة ، فقال عبد الله بن بريدة : حدثني أبي بريدة قال أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا . قال : وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا . قال : فبعث ذلك الرجل على خيل . قال : فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا . قال : فأصبنا سبيا . قال : فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابعث إلينا من يخمسه . فبعث إلينا عليا . قال : وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي ، فخمس وقسم ، فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا : يا أبا الحسن ، ما هذا ؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي ، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت بها . قال : وكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ابعثني ؟ فبعثني مصدقا . قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق . قال : فأمسك يدي والكتاب قال : " أتبغض عليا " قال : قلت : نعم . قال : " فلا تبغضه ، وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة " . قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من علي . قال عبد الله : فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي ، بريدة تفرد به أحمد . وقد روى غير واحد هذا الحديث عن أبي الجواب ، عن [ ص: 61 ] يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء بن عازب نحو رواية بريدة بن الحصيب ، وهذا غريب . وقد رواه الترمذي عن عبد الله بن أبي زياد ، عن أبي الجواب الأحوص بن جواب به . وقال : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديثه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، ثنا جعفر بن سليمان ، حدثني يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، وأمر عليها علي بن أبي طالب فأحدث شيئا في سفره ، فتعاهد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال عمران : وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمنا عليه . قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا . فأعرض عنه ، ثم قام الثاني فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا . فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا . فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا . قال : فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرابع وقد تغير وجهه ، وقال : " دعوا عليا ، دعوا عليا ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " . وقد رواه الترمذي والنسائي ، عن قتيبة ، عن جعفر بن سليمان ، وسياق الترمذي [ ص: 62 ] مطول ، وفيه أنه أصاب جارية من السبي . ثم قال : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان . ورواه أبو يعلى الموصلي ، عن عبيد الله بن عمر القواريري والحسن بن عمر بن شقيق الجرمي والمعلى بن مهدي ، كلهم عن جعفر بن سليمان به .

وقال خيثمة بن سليمان : حدثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا عبيد الله بن موسى ، ثنا يوسف بن صهيب ، عن ركين ، عن وهب بن حمزة قال سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة فرأيت منه جفوة ، فقلت : لئن رجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنالن منه . قال : فرجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا ، فنلت منه . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقولن هذا لعلي ; فإن عليا وليكم بعدي " .

وقال أبو داود الطيالسي ، عن أبي عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . وقال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، [ ص: 63 ] حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب بنت كعب - وكانت عند أبي سعيد الخدري - عن أبي سعيد قال اشتكى عليا الناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : " أيها الناس ، لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله " . أو " في سبيل الله " . تفرد به أحمد .

وقال الحافظ البيهقي : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة ، عن أبي سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن . قال أبو سعيد : فكنت فيمن خرج معه ، فلما أخذ من إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا - وكنا قد رأينا في إبلنا خللا - فأبى علينا وقال : إنما لكم منها سهم كما للمسلمين . قال : فلما فرغ علي وانصفق من اليمن راجعا أمر علينا إنسانا ، فأسرع هو فأدرك الحج ، فلما قضى حجته قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم " . قال أبو سعيد : وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل ، فلما جاء علي عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت - رأى أثر المراكب - فذم الذي أمره ولامه ، فقلت : أما إن لله على إن قدمت المدينة لأذكرن لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 64 ] ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق . قال : فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد أن أذكر له ما كنت حلفت عليه ، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني وقف معي ورحب بي ، وساءلني وساءلته وقال : متى قدمت ؟ قلت : قدمت البارحة . فرجع معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل فقال : هذا سعد بن مالك ابن الشهيد . قال : " ائذن له " . فدخلت فحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياني وسلم علي ، وساءلني عن نفسي وعن أهلي فأحفى المسألة ، فقلت : يا رسول الله ، ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ؟ فانتبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه ، حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي ، وكنت منه قريبا ، وقال : " سعد بن مالك ابن الشهيد ، مه بعض قولك لأخيك علي ، فوالله لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله " . قال : فقلت في نفسي : ثكلتك أمك سعد بن مالك ، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري ، لا جرم والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية

وقال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني أبان بن صالح ، عن عبد الله بن نيار الأسلمي ، عن خاله عمرو بن شأس الأسلمي - وكان من أصحاب الحديبية - قال : كنت مع علي في خيله التي بعثه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، فجفاني علي بعض الجفاء ، فوجدت عليه في نفسي ، فلما قدمت [ ص: 65 ] المدينة اشتكيته في مجالس المدينة وعند من لقيته ، فأقبلت يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ، فلما رآني أنظر إلى عينيه نظر إلي حتى جلست إليه ، فلما جلست قال : " أما إنه والله يا عمرو لقد آذيتني " . فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أعوذ بالله والإسلام أن أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : " من آذى عليا فقد آذاني " . وقد رواه الإمام أحمد عن يعقوب ، عن أبيه إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل ، عن عبد الله بن نيار ، عن خاله عمرو بن شأس ، فذكره . وكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق ، عن أبان ، عن الفضل .

وكذلك رواه سيف بن عمر عن عبد الله بن سعيد ، عن أبان بن صالح به ، ولفظه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آذى مسلما فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " . وروى عباد بن يعقوب الرواجني عن موسى بن عمير ، عن عقيل بن نجدة بن هبيرة ، عن عمرو بن شأس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمرو ، إنه من آذى عليا فقد آذاني " . وقال أبو يعلى : ثنا محمود بن خداش ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا قنان بن عبد الله النهمي ، ثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : كنت جالسا في المسجد أنا ورجلان معي ، فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في [ ص: 66 ] وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه فقال : " ما لكم وما لي ! من آذى عليا فقد آذاني " .

حديث غدير خم : قال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم ، المعنى ، قالا : ثنا فطر ، عن أبي الطفيل قال : جمع علي الناس في الرحبة ، ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام . فقام ثلاثون من الناس - قال أبو نعيم : فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده ، فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . قال : فخرجت كأن في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا وكذا . قال : فما تنكر ؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل عنه أتم من ذلك .

وقال أبو بكر الشافعي : ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، عن أبي سليمان المؤذن ، عن زيد بن أرقم أن عليا انتشد الناس : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ؟ فقام ستة عشر رجلا ، [ ص: 67 ] فشهدوا بذلك ، وكنت فيهم .

وقال أبو يعلى وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه : حدثنا القواريري ، ثنا يونس بن أرقم ، ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس : أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . لما قام فشهد . قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدريا ، كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " .

ثم رواه عبد الله بن أحمد ، عن أحمد بن عمر الوكيعي ، عن زيد بن الحباب ، عن الوليد بن عقبة بن نزار ، عن سماك بن عبيد بن الوليد العنسي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره ، قال فقام اثنا عشر رجلا فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حين أخذ بيده يقول : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله " . وهكذا رواه أبو داود الطهوي ، واسمه عيسى بن مسلم ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، كلاهما ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره بنحوه . قال الدارقطني : غريب تفرد به عنهما أبو داود الطهوي .

[ ص: 68 ] وقال الطبراني : ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان المديني سنة تسعين ومائتين ، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، ثنا مسعر ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما قال ؟ فقام اثنا عشر رجلا ، منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ورواه أبو العباس بن عقدة الحافظ الشيعي ، عن الحسن بن علي بن عفان العامري ، عن عبيد الله بن موسى ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا : سمعنا عليا يقول في الرحبة . فذكر نحوه ، فقام ثلاثة عشر رجلا ، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله " . قال أبو إسحاق حين فرغ من هذا الحديث : يا أبا بكر ، أي أشياخ هم ! وكذلك رواه عبد الله بن أحمد ، عن علي بن حكيم الأودي ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، فذكر نحوه .

وقال عبد الرزاق ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب [ ص: 69 ] وعبد خير قالا : ( سمعنا عليا برحبة الكوفة يقول : أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . فقام عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعت سعيد بن وهب قال : نشد علي الناس ، فقام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .

وقال أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ثنا حنش بن الحارث بن لقيط الأشجعي ، عن رياح بن الحارث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا . فقال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " . قال : رياح : فلما مضوا اتبعتهم فسألت : من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار ، فيهم أبو أيوب الأنصاري .

وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا شريك ، عن حنش ، عن رياح بن الحارث قال : بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال : السلام عليك يا مولاي . فقال : من هذا ؟ فقال : أبو أيوب ، سمعت [ ص: 70 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .

وقال أحمد : ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا الربيع - يعني ابن أبي صالح الأسلمي - حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي ، سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال : أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال . فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا .

وقال أحمد : حدثنا ابن نمير ، ثنا عبد الملك ، عن أبي عبد الرحمن الكندي ، عن زاذان أبي عمر قال : سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ؟ فقام ثلاثة عشر رجلا ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .

وقال عبد الله بن أحمد : ثنا حجاج بن الشاعر ، ثنا شبابة ، ثنا نعيم بن حكيم ، حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي ، عن علي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال : فزاد الناس بعد : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . وقد روي هذا من طرق متعددة عن علي ، رضي الله عنه ، وله طرق متعددة عن زيد بن أرقم .

[ ص: 71 ] وقال غندر ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال سعيد بن جبير : وأنا قد سمعته قبل هذا من ابن عباس . رواه الترمذي ، عن بندار ، عن غندر ، وقال : حسن غريب .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، ثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي عبيد ، عن ميمون أبي عبد الله قال : قال زيد بن أرقم وأنا أسمع : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له : وادي خم . فأمر بالصلاة فصلاها بهجير . قال : فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمر من الشمس ، فقال : " ألستم تعلمون - أو : ألستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى . قال : " فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه " . وكذا رواه أحمد ، عن غندر ، عن شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم . وقد رواه عن زيد بن أرقم جماعة ، منهم ; أبو إسحاق السبيعي ، وحبيب الإسكاف ، وعطية العوفي ، وأبو عبد الله الشامي ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة .

وقد رواه معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد قال : [ ص: 72 ] لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن ، ثم بعث إليهن فصلى تحتهن ، ثم قام فقال : " أيها الناس ، قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي من قبله ، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول وأنتم مسئولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت ، فجزاك الله خيرا . قال : " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟ " قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : " اللهم اشهد " . ثم قال : " يا أيها الناس ، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ثم قال : " أيها الناس ، إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء ، فيه آنية عدد النجوم ، قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ; الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ; فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض " . رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا .

وقال عبد الرزاق : أنا معمر ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عدي بن [ ص: 73 ] ثابت ، عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا غدير خم فبعث مناديا ينادي ، فلما اجتمعنا قال : " ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " ألست أولى بكم من أمهاتكم ؟ " . قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " ألست أولى بكم من آبائكم ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " ألست ، ألست ، ألست ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . فقال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن . وكذا رواه ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان . ورواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء به . وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق ، عن البراء به .

وقد روي هذا الحديث عن سعد وطلحة بن عبيد الله ، وجابر بن عبد الله ، وله طرق عنه ، وأبي سعيد الخدري وحبشي بن جنادة وجرير بن عبد الله وعمر بن الخطاب ، وأبي هريرة وله عنه طرق ، منها - وهي أغربها - الطريق التي قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي : ثنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران ، [ ص: 74 ] أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال ، ثنا علي بن سعيد الرملي ، ثنا ضمرة بن ربيعة القرشي ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : " ألست ولي المؤمنين ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم . فأنزل الله عز وجل اليوم أكملت لكم دينكم [ المائدة : 3 ] . ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا ، وهو أول يوم نزل جبريل بالرسالة . قال : الخطيب : اشتهر هذا الحديث برواية حبشون ، وكان يقال : إنه تفرد به ، وقد تابعه عليه أحمد بن عبد الله بن العباس بن سالم بن مهران ، المعروف بابن النيري ، عن علي بن سعيد الشامي . قلت : وفيه نكارة من وجوه ، منها قوله : نزل فيه اليوم أكملت لكم دينكم - وقد ورد مثله من طريق أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ولا يصح أيضا - وإنما نزل ذلك يوم عرفة ، كما ثبت في " الصحيحين " عن عمر بن الخطاب وقد تقدم . وقد روي عن جماعة من الصحابة غير من ذكرنا في قوله عليه الصلاة والسلام من كنت مولاه والأسانيد إليهم ضعيفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية