صفحة جزء
17326 حدثنا علي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله لم تبكي أجزعا على الموت فقال لا والله ولكن مما بعد فقال له قد كنت على خير فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام فقال عمرو تركت أفضل من ذلك كله شهادة أن لا إله إلا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق إلا قد عرفت نفسي فيه كنت أول شيء كافرا فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو مت حينئذ وجبت لي النار فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته فيما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه فلو مت يومئذ قال الناس هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير فمات فرجي له الجنة ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري علي أم لي فإذا مت فلا تبكين علي ولا تتبعني مادحا ولا نارا وشدوا علي إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنا فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا فإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها أستأنس بكم

التالي السابق


الخدمات العلمية