صفحة جزء
19397 حدثنا يحيى عن عوف حدثنا أبو رجاء حدثني عمران بن حصين قال كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا تلك الوقعة فلا وقعة أحلى عند المسافر منها قال فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان كان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف ثم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الرابع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث أو يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا أجوف جليدا قال فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا الذي أصابهم فقال لا ضير أو لا يضير ارتحلوا فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم فقال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد فإنه يكفيك ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس العطش فنزل فدعا فلانا كان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف ودعا عليا رضي الله تعالى عنه فقال اذهبا فابغيا لنا الماء قال فانطلقا فيلقيان امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء فقالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قال فقالا لها انطلقي إذا قالت إلى أين قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هذا الذي يقال له الصابئ قالا هو الذي تعنين فانطلقي إذا فجاءا بها إلى رسول الله [ ص: 435 ] صلى الله عليه وسلم فحدثاه الحديث فاستنزلوها عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما فأطلق العزالي ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال اذهب فأفرغه عليك قال وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها قال وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما كثيرا وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمين والله ما رزأناك من مائك شيئا ولكن الله عز وجل هو سقانا قال فأتت أهلها وقد احتبست عنهم فقالوا ما حبسك يا فلانة فقالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل بمائي كذا وكذا للذي قد كان فوالله إنه لأسحر من بين هذه وهذه قالت بأصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء يعني السماء والأرض أو إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا قال وكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام

التالي السابق


الخدمات العلمية