صفحة جزء
19652 حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة الغداة أقبل علينا بوجهه فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا قصها عليه فيقول فيها ما شاء الله أن يقول فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا قال فقلنا لا قال لكن أنا رأيت رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى أرض فضاء أو أرض مستوية فمرا بي على رجل ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه ثم يخرجه فيدخله في شقه الآخر ويلتئم هذا الشق فهو يفعل ذلك به قلت ما هذا قالا انطلق فانطلقت معهما فإذا رجل مستلق على قفاه ورجل قائم بيده فهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فيتدهدى الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان فيصنع مثل ذلك فقلت ما هذا قالا لي انطلق فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور وأعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها فقلت ما هذا قالا لي انطلق فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في فيه حجرا فرجع إلى مكانه فهو يفعل ذلك به فقلت ما هذا فقالا انطلق فانطلقت فإذا روضة خضراء فإذا فيها شجرة عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه بين يديه نار فهو يحششها ويوقدها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا لم أر دارا قط أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشباب وفيها نساء وصبيان فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب فقلت لهما إنكما قد طوفتماني منذ الليلة فأخبراني عما رأيت فقالا نعم أما الرجل الأول الذي رأيت فإنه رجل كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء وأما الرجل الذي رأيت مستلقيا فرجل آتاه الله تبارك وتعالى القرآن [ ص: 15 ] فنام عنه بالليل ولم يعمل بما فيه بالنهار فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة وأما الذي رأيت في التنور فهم الزناة وأما الذي رأيت في النهر فذاك آكل الربا وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم عليه السلام وأما الصبيان الذي رأيت فأولاد الناس وأما الرجل الذي رأيت يوقد النار ويحششها فذاك مالك خازن النار وتلك النار وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل ثم قالا لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا هي كهيئة السحاب فقالا لي وتلك دارك فقلت لهما دعاني أدخل داري فقالا لي إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله فلو استكملته دخلت دارك

التالي السابق


الخدمات العلمية