صفحة جزء
23310 حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد بن الأسود قال قدمت المدينة أنا وصاحب لي فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا له فذهب بنا إلى منزله وعنده أربع أعنز فقال احتلبهن يا مقداد وجزئهن أربعة أجزاء وأعط كل إنسان جزأه فكنت أفعل ذلك فرفعت للنبي صلى الله عليه وسلم جزأه ذات ليلة فاحتبس واضطجعت على فراشي فقالت لي نفسي إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى أهل بيت من الأنصار فلو قمت فشربت هذه الشربة فلم تزل بي حتى قمت فشربت [ ص: 5 ] جزأه فلما دخل في بطني وتقار أخذني ما قدم وما حدث فقلت يجيء النبي صلى الله عليه وسلم جائعا ظمآنا ولا يرى في القدح شيئا فتسجيت ثوبا على وجهي وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم تسليما يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم فكشف عنه فلم ير شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اسق من سقاني وأطعم من أطعمني فاغتنمت دعوته وقمت فأخذت الشفرة فدنوت من الأعنز فجعلت أجسهن أيهن أسمن لأذبحها فوقعت يدي على ضرع إحداهن فإذا هي حافل فنظرت إلى الأخرى فإذا هي حافل فنظرت كلهن فإذا هن حفل فحلبت في الإناء فأتيته به فقلت اشرب فقال الخبر يا مقداد فقلت اشرب ثم الخبر فقال بعض سوآتك يا مقداد فشرب ثم قال اشرب فقلت اشرب يا نبي الله فشرب حتى تضلع ثم أخذته فشربت ثم أخبرته الخبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم هيه فقلت كان كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه بركة نزلت من السماء أفلا أخبرتني حتى أسقي صاحبيك فقلت إذا شربت البركة أنا وأنت فلا أبالي من أخطأت

التالي السابق


الخدمات العلمية