صفحة جزء
4300 حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ابن مسعود قال بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره وأتى ساحل البحر وكان به يضرب اللبن بالأجر فيأكل ويتصدق بالفضل فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه فأبى أن يأتيه فأعاد ثم أعاد إليه فأبى أن يأتيه وقال ما له وما لي قال فركب الملك فلما رآه الرجل ولى هاربا فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال فناداه يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس فأقام حتى أدركه فقال له من أنت رحمك الله قال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع فإنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت هاهنا أعبد ربي عز وجل فقال ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني قال ثم نزل عن دابته فسيبها ثم تبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل فدعوا الله أن يميتهما جميعا قال فماتا قال لو كنت برميلة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

التالي السابق


الخدمات العلمية