صفحة جزء
أبو إسحاق الشيباني ( ع )

سليمان بن أبي سليمان ، فيروز . ويقال : خاقان ، وقيل : عمرو ، الإمام الحافظ ، الحجة أبو إسحاق مولى بني شيبان بن ثعلبة الكوفي . ولد في أيام الصحابة كابن عمر ، وجابر ، ولحق عبد الله بن أبي أوفى وسمع منه .

وحدث عن كبار التابعين يسير بن عمرو ، وزر بن حبيش ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، والوليد بن العيزار ، وأبي بردة ، والشعبي ، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعكرمة ، وطائفة وينزل إلى أبي الزناد وأشعث بن أبي الشعثاء . حدث عنه أبو إسحاق السبيعي ، وعاصم الأحول ، وهما من طبقته ، ومسعر وشعبة ، وسفيان ، وإبراهيم بن طهمان ، وجرير بن عبد الحميد ، وابن عيينة ، وزائدة ، وعبثر ، وعبد الواحد بن زياد ، وهشيم ، وأبو عوانة ، وأبو بكر بن عياش ، وابن فضيل ، وحفص بن غياث ، وخالد بن عبد الله وأبو إسحاق الفزاري ، وأسباط بن محمد ، وجعفر بن عون ، وهو خاتمة أصحابه . وخلق سواهم .

[ ص: 194 ] وكان من أوعية العلم . قال أبو إسحاق . الجوزجاني : رأيت أحمد بن حنبل يعجبه حديث الشيباني . وقال : هو أهل أن لا يدع له شيئا .

وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة ، حجة . وقال أبو حاتم : ثقة ، صدوق ، صالح الحديث . وقال أحمد العجلي : ثقة من كبار أصحاب الشعبي .

قال الواقدي ويحيى بن بكير : مات سنة تسع وعشرين ومائة وهذا القول خطأ فاحش .

وقال أبو معاوية ، ومحمد بن عبد الله بن نمير : مات سنة تسع وثلاثين ومائة فهذا قول متجه . وقال الهيثم بن عدي : مات لسنتين خلتا من خلافة أبي جعفر ، وقال الفلاس والترمذي : مات سنة ثمان وثلاثين ومائة .

وقال البخاري فأبعد : مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة .

قلت : حدث عنه السبيعي ، وجعفر بن عون وبينهما في الموت نحو من ثمانين سنة .

أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا زيد بن يحيى البيع ، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن المبارك ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين المحاملي ، حدثنا يوسف ، حدثنا جرير ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن عبد الله بن ذكوان ، عن عروة ، عن أبي حميد قال : بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا على الصدقة ، فلما قدم ، جاء بسواد كثير ، فأرسل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من يتوفاه منه ، فجعل يقول : هذا لي ، وهذا لكم ، حتى ميزه . قال : فيقولون : من أين لك هذا ؟ قال : أهدي لي . قال : فجاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أعطاهم ، وأخبروه الخبر . فصعد المنبر ، وهو مغضب ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال [ ص: 195 ] أقوام نبعثهم على هذه الأعمال ، فيجيء أحدهم بالسواد الكثير ، ثم يقول : هذا لي ، وهذا لكم ، فإذا سئل : من أين لك هذا ؟ قال : أهدي لي . أفلا إن كان صادقا أهدي ذلك له في بيت أمه ، أو بيت أبيه . والذي نفسي بيده لا أبعث رجلا على عمل فيغل منه شيئا ، إلا جاء به يوم القيامة يجعله على عنقه . فلينظر رجل لا يجيء يوم القيامة على عنقه بعير يرغو أو بقرة تخور ، أو شاة تيعر ، ثم قال ثلاث مرات : اللهم هل بلغت .

فقلت لأبي حميد : أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : من في رسول الله إلى أذني .

وبه حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا جرير ، وأبو معاوية ، وأبو أسامة ، ووكيع ، كلهم عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن أبي حميد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه . البخاري ، عن يوسف ، عن أبي أسامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية