صفحة جزء
[ ص: 281 ] الزبيدي ( خ ، م ، د ، س ، ق )

محمد بن الوليد بن عامر الإمام الحافظ ، الحجة ، القاضي أبو الهذيل الزبيدي ، الحمصي ، قاضيها .

ولد في خلافة عبد الملك وحدث عن نافع مولى ابن عمر ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، والزهري ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وعامر بن جشيب ، ولقمان بن عامر ، ويحيى بن جابر الطائي ، وراشد بن سعد ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، وسليم بن عامر ، وعبد الرحمن بن القاسم ، والفضل بن فضالة ، وعبد الواحد بن عبد الله البصري ، وسعد بن إبراهيم ، وخلق .

حدث عنه : الأوزاعي ، وشعيب بن أبي حمزة ، وفرج بن فضالة ، ويمان بن عدي ، وبقية ، ومحمد بن حرب ، ويحيى بن حمزة القاضي ، وعبد الله بن سالم ، وعتبة بن حماد ، ومنبه بن عثمان ، وأخوه أبو بكر بن الوليد ، ومحمد بن عيسى بن سميع ، ومسلمة بن علي ، وآخرون . وكان من ألباء العلماء . وثقه يحيى بن معين . وقال : هو أثبت -يعني في الزهري - من سفيان بن عيينة . قال : وأثبت أصحاب الزهري مالك ، ثم معمر ، ثم عقيل ، ثم يونس ، ثم شعيب والأوزاعي والزبيدي . وقال الوليد بن مسلم : سمعت الأوزاعي يفضل محمد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهري .

[ ص: 282 ] سليمان بن عبد الحميد البهراني ، عن أبيه ، حدثني عبد الله بن سالم عن أخيه محمد قال : أتيت الزهري أقرأ عليه وأسمع منه فقال : تسألني وهذا محمد بن الوليد الزبيدي بين أظهركم ، وقد احتوى على ما بين جنبي من العلم ؟ ! . وقال علي ابن المديني ، وأبو زرعة ، والنسائي : ثقة . زاد علي : ثبت . وقال دحيم : شعيب بن أبي حمزة ثقة ثبت ، يشبه حديثه حديث عقيل ، والزبيدي فوقه . حدثني أبو اليمان قال : سئل الزهري عن مسألة ، فقال ، كيف وعندكم الزبيدي . وأخبرني علي بن عياش ، قال : كان الزبيدي على بيت المال ، وكان الزهري معجبا به يقدمه على جميع أهل حمص .

وروى بقية عن الزبيدي قال : أقمت مع الزهري عشر سنين بالرصافة - يعني رصافة هشام بالشام - .

قال ابن سعد : كان الزبيدي أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث ، وكان ثقة -إن شاء الله .

قلت : كان من نظراء الأوزاعي في العلم . قال محمد بن عوف الطائي : الزبيدي من ثقات المسلمين ، فإذا جاءك الزبيدي عن الأوزاعي ، فاستمسك به .

وقال أبو داود السجستاني : قال الأوزاعي : لم يكن في أصحاب الزهري أثبت من الزبيدي . ثم قال أبو داود : ليس في حديثه خطأ .

وقال ابن حبان : كان من الحفاظ المتقنين ، أقام مع الزهري عشر سنين حتى احتوى على أكثر علمه ، وهو من الطبقة الأولى من أصحابه .

قلت : أين من يقيم مع الزهري بالحجاز أياما ، إلى من أقام معه في وطنه عشر سنين ؟ ! ما فوق الزبيدي في الجلالة والإتقان لعلم الزهري أحد أصلا ، ولكنه مات قديما فلم ينتشر عنه كثير علم .

[ ص: 283 ] قال ابن سعد : مات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن سبعين سنة . وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في " تاريخه " : مات وهو شاب في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة كذا قال : وهو شاب . وهذا وهم بل كبر وشاخ وحديثه نحو المائتين فصاعدا .

أخبرنا محمد بن حمزة إجازة إن لم يكن سماعا ، وقرأته على سليمان الفقيه ، قالا : أنبأنا محمد بن عبد الواحد الحافظ ، أنبأنا محمد بن مكي الحافظ ، أنبأنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الحافظ ، حدثنا محمد بن طاهر الحافظ ، حدثنا محمد بن عبد الواحد البزار بالري ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان ( ح ) وأنبأنا الخضر بن عبدان ، أنبأنا محمد بن الحسين القزويني سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، أنبأنا محمد بن الحسن الأرغندي ، أنبأنا محمد بن الفضل الصاعدي ، أنبأنا محمد بن علي الخبازي وأبو سهل محمد بن أحمد قالوا ثلاثتهم : أنبأنا محمد بن مكي الكشميهني ، أنبأنا محمد بن يوسف بن مطر ، أنبأنا محمد بن إسماعيل الجعفي الحافظ ، أنبأنا محمد بن خالد ، حدثنا محمد بن وهب ، حدثنا محمد بن حرب ، حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي أنبأنا الزهري - هو محمد بن مسلم - عن عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية ، في وجهها سفعة ، فقال : استرقوا لها . فإن بها النظرة .

[ ص: 284 ] متفق عليه من طريق محمد بن حرب ، وقد تابعه عليه عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي . وله علة لا تأثير لها إن شاء الله ، فرواه عقيل ، عن الزهري ، عن عروة مرسلا ، ومحمد بن خالد دلس اسمه البخاري ، ونسبه إلى جد أبيه وهو الإمام محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي ، الذي صنف حديث الزهري ، وهذا الحديث من ثمانيات البخاري ، وقد وقع له ثلاثيات معروفة ، والله أعلم .

وقد وقع لنا عزيزا مسلسلا بالمحمدين إلى عروة ولا نظير له . وعدتهم خمسة عشر محمدا وأنا السادس عشر .

أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر ، أنبأنا سعيد بن البناء أنبأنا محمد بن محمد الزينبي ، أنبأنا أبو بكر بن زنبور ، أنبأنا أبو بكر بن أبي داود ، حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا بقية ، حدثني الزبيدي ، أخبرني الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب ، عن كعب بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ، فيكسوني عز وجل حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول . فذلك المقام المحمود هذا حديث صالح الإسناد ولم يخرجوه في الكتب الستة .

التالي السابق


الخدمات العلمية