صفحة جزء
عبد الله بن شبرمة ( م ، د ، س ، ق )

الإمام العلامة ، فقيه العراق أبو شبرمة . قاضي الكوفة .

حدث عن أنس بن مالك ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة ، وأبي وائل شقيق ، وعامر الشعبي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وإبراهيم التيمي ، وإبراهيم النخعي ، وسالم بن عبد الله ، والحسن البصري ، ونافع ، وسالم بن أبي الجعد ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وأبي زرعة ، وطائفة .

[ ص: 348 ] حدث عنه : الثوري ، والحسن بن صالح ، وابن المبارك ، وهشيم ، وعبد الواحد بن زياد ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الوارث بن سعيد ، وأحمد بن بشير ، ووهيب بن خالد ، وشعيب بن صفوان ، وخلق سواهم .

وثقه أحمد بن حنبل ، وأبو حاتم الرازي ، وغيرهما . وكان من أئمة الفروع ، وأما الحديث ، فما هو بالمكثر منه ، له نحو من ستين أو سبعين حديثا .

وهو عبد الله بن شبرمة بن طفيل بن حسان الضبي . وهو عم عمارة بن القعقاع ، ولكن عمارة أسن منه . وآخر أصحابه موتا أبو بدر السكوني .

قال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ابن شبرمة عفيفا صارما ، عاقلا ، خيرا ، يشبه النساك . وكان شاعرا ، كريما ، جوادا . له نحو من خمسين حديثا .

روى ابن فضيل ، عن ابن شبرمة قال : كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العكلي على مسألة لم نبال من خالفنا .

وقال فضيل بن غزوان : كنا نجلس أنا وابن شبرمة ، والحارث بن يزيد العكلي ، والمغيرة ، والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه ، فربما لم نقم حتى نسمع النداء بالفجر .

وقال عبد الوارث : ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة .

وقال معمر : رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل : جعلت فداك ، يغضب ، ويقول : قل : غفر الله لك .

وروى ابن السماك ، عن ابن شبرمة قال : من بالغ في الخصومة أثم ، ومن قصر فيها خصم . ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر . وروى ابن المبارك ، عن ابن شبرمة قال : عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار .

قال أحمد العجلي : كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دون ابن شبرمة . قال : فبعث أبو جعفر المنصور إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه ، [ ص: 349 ] ثم كتب إليه أن اقتله ، فإنه . . . . وإنه . . . فاستشار ابن شبرمة ، فقال له : لم يرد المنصور غيرك ؟! وكان عيسى ولي العهد . فقال : ما ترى ؟ قال : احبسه واكتب إليه أنك قتلته . ففعل . فجاء أخوه عبد الله إلى عيسى فقال : إن أمير المؤمنين كتب إلي أن اقتله ، فقد قتلته ، فرجعوا إلى أبي جعفر فقال : كذب ، لأقيدنه به . فارتفعوا إلى القاضي . فلما حققوا على عيسى أخرجه إليهم . فقال أبو جعفر : قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي -يريد ابن شبرمة - فإن عيسى لا يعرف هذا . قال : فما زال ابن شبرمة مختفيا حتى مات بخراسان . سيره إليها عيسى بن موسى .

روى ابن فضيل عن أبيه ، قال : كان ابن شبرمة ، ومغيرة ، والحارث العكلي يسهرون في الفقه ، فربما لم يقوموا إلى الفجر . توفي سنة أربع وأربعين ومائة أرخه أبو نعيم والمدائني .

التالي السابق


الخدمات العلمية