أبو حنيفة ( ت ، س ) 
الإمام ، فقيه الملة ، عالم 
العراق  أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة يقال : إنه من أبناء 
الفرس   .  
[ ص: 391 ] ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ، ورأى 
أنس بن مالك  لما قدم عليهم 
الكوفة   . ولم يثبت له حرف عن أحد منهم ، وروى عن 
عطاء بن أبي رباح ،  وهو أكبر شيخ له وأفضلهم على ما قال . وعن 
الشعبي ،  وعن 
طاوس  ولم يصح ، وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15621جبلة بن سحيم ،   nindex.php?page=showalam&ids=16558وعدي بن ثابت ،  وعكرمة ،  وفي لقيه له نظر ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13723وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ،   nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ،  وأبي سفيان طلحة بن نافع ،   nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ،  وقتادة ،  وقيس بن مسلم ،  وعون بن عبد الله بن عتبة ،  والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ،   nindex.php?page=showalam&ids=16883ومحارب بن دثار ،   nindex.php?page=showalam&ids=16430وعبد الله بن دينار ،   nindex.php?page=showalam&ids=14152والحكم بن عتيبة ،   nindex.php?page=showalam&ids=16589وعلقمة بن مرثد ،  وعلي بن الأقمر ،   nindex.php?page=showalam&ids=16376وعبد العزيز بن رفيع ،   nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي ،   nindex.php?page=showalam&ids=15741وحماد بن أبي سليمان  وبه تفقه ، 
وزياد  [ ص: 392 ] بن علاقة ،   nindex.php?page=showalam&ids=16024وسلمة بن كهيل ،  وعاصم بن كليب ،   nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ،  وعاصم ابن بهدلة ،   nindex.php?page=showalam&ids=16004وسعيد بن مسروق ،   nindex.php?page=showalam&ids=16490وعبد الملك بن عمير ،   nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبي جعفر الباقر ،   nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب الزهري ،   nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر ،   nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبي إسحاق السبيعي ،   nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر ،  ومسلم البطين ،  ويزيد بن صهيب الفقير ،   nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبي الزبير ،  وأبي حصين الأسدي ،   nindex.php?page=showalam&ids=16571وعطاء بن السائب ،  وناصح المحلمي ،   nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ،  وخلق سواهم . حتى إنه روى عن 
شيبان النحوي  وهو أصغر منه ، وعن 
مالك بن أنس  وهو كذلك . 
وعني بطلب الآثار ، وارتحل في ذلك ، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه ، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك .  
[ ص: 393 ] حدث عنه خلق كثير ، ذكر منهم شيخنا 
أبو الحجاج  في تهذيبه هؤلاء على المعجم : 
 nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان  عالم 
خراسان ،  وأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري ،   nindex.php?page=showalam&ids=12309وأسباط بن محمد ،   nindex.php?page=showalam&ids=12408وإسحاق الأزرق ،  وأسد بن عمرو البجلي ،  وإسماعيل بن يحيى الصيرفي ،  وأيوب بن هانئ ،  والجارود بن يزيد النيسابوري ،   nindex.php?page=showalam&ids=15637وجعفر بن عون ،  والحارث بن نبهان ،  وحيان بن علي العنزي ،   nindex.php?page=showalam&ids=14111والحسن بن زياد اللؤلؤي ،  والحسن بن فرات القزاز ،  والحسين بن الحسن بن عطية العوفي ،  وحفص بن عبد الرحمن القاضي ،  وحكام بن سلم ،  وأبو مطيع الحكم بن عبد الله ،  وابنه 
حماد بن أبي حنيفة ،  وحمزة الزيات  وهو من أقرانه ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15787وخارجة بن مصعب ،   nindex.php?page=showalam&ids=15853وداود الطائي ،  وزفر بن الهذيل التميمي الفقيه ،   nindex.php?page=showalam&ids=15945وزيد بن الحباب ،  وسابق الرقي ،  وسعد بن الصلت القاضي ،  وسعيد بن أبي الجهم القابوسي ،  وسعيد بن سلام العطار ،  وسلم بن سالم البلخي ،  وسليمان بن عمرو النخعي ،  وسهل بن مزاحم ،   nindex.php?page=showalam&ids=16106وشعيب بن إسحاق ،  والصباح بن محارب ،  والصلت بن الحجاج ،   nindex.php?page=showalam&ids=12063وأبو عاصم النبيل ،  وعامر بن الفرات ،  وعائذ بن حبيب ،   nindex.php?page=showalam&ids=16285وعباد بن العوام ،   nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك ،  وعبد الله بن يزيد المقرئ ،  وأبو يحيى عبد الحميد الحماني ،  وعبد الرزاق ،  وعبد العزيز بن خالد ترمذي ،  وعبد الكريم بن محمد الجرجاني ،   nindex.php?page=showalam&ids=16479وعبد المجيد بن أبي رواد ،  وعبد الوارث التنوري ،  وعبيد الله بن الزبير القرشي ،  وعبيد الله بن عمرو الرقي ،   nindex.php?page=showalam&ids=16527وعبيد الله بن موسى ،  وعتاب بن محمد ،  وعلي بن ظبيان القاضي ،   nindex.php?page=showalam&ids=16627وعلي بن عاصم ،  وعلي بن مسهر القاضي ،  وعمرو بن محمد العنقزي ،  وأبو قطن عمرو بن الهيثم ،   nindex.php?page=showalam&ids=16753وعيسى بن يونس ،  وأبو نعيم ،  والفضل بن موسى ،  والقاسم بن الحكم العرني ،  والقاسم بن معن ،   nindex.php?page=showalam&ids=16833وقيس بن الربيع ،  ومحمد بن أبان العنبري كوفي ،   nindex.php?page=showalam&ids=16925ومحمد بن بشر ،  ومحمد بن الحسن بن أتش ،  ومحمد  [ ص: 394 ] بن الحسن الشيباني ،  ومحمد بن خالد الوهبي ،   nindex.php?page=showalam&ids=13748ومحمد بن عبد الله الأنصاري ،  ومحمد بن الفضل بن عطية ،  ومحمد بن القاسم الأسدي ،  ومحمد بن مسروق الكوفي ،  ومحمد بن يزيد الواسطي ،  ومروان بن سالم ،  ومصعب بن المقدام ،  والمعافى بن عمران ،   nindex.php?page=showalam&ids=17140ومكي بن إبراهيم ،  ونصر بن عبد الكريم البلخي الصيقل ،  ونصر بن عبد الملك العتكي ،  وأبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ،  والنضر بن محمد المروزي ،  والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني ،  ونوح بن دراج القاضي ،  ونوح بن أبي مريم الجامع ،  وهشيم ،  وهوذة ،  وهياج بن بسطام ،   nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ،   nindex.php?page=showalam&ids=14810ويحيى بن أيوب المصري ،  ويحيى بن نصر بن حاجب ،   nindex.php?page=showalam&ids=17345ويحيى بن يمان ،  ويزيد بن زريع ،   nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ،   nindex.php?page=showalam&ids=17416ويونس بن بكير ،   nindex.php?page=showalam&ids=11816وأبو إسحاق الفزاري ،  وأبو حمزة السكري ،  وأبو سعد الصاغاني ،   nindex.php?page=showalam&ids=12039وأبو شهاب الحناط ،  وأبو مقاتل السمرقندي ،  والقاضي أبو يوسف   . 
قال 
أحمد العجلي   : 
أبو حنيفة  تيمي من رهط 
حمزة الزيات   . كان خزازا يبيع الخز . 
وقال 
عمر بن حماد بن أبي حنيفة   : أما 
زوطى  فإنه من 
أهل كابل ،   وولد 
ثابت  على الإسلام . وكان 
زوطى  مملوكا 
لبني تيم الله بن ثعلبة  فأعتق فولاؤه لهم ، ثم 
لبني قفل   . قال : وكان 
أبو حنيفة  خزازا ، ودكانه معروف في دار 
عمرو بن حريث   . 
وقال 
النضر بن محمد المروزي ،  عن 
يحيى بن النضر  قال : كان والد 
أبي حنيفة  من 
نسا   . 
وروى 
سليمان بن الربيع ،  عن 
الحارث بن إدريس  قال : 
أبو حنيفة  أصله من 
ترمذ   . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن المقري   : 
أبو حنيفة  من 
أهل بابل    .  
[ ص: 395 ] وروى 
أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول  عن أبيه ، عن جده قال : 
ثابت  والد 
أبي حنيفة  من 
أهل الأنبار    . 
 nindex.php?page=showalam&ids=17138مكرم بن أحمد القاضي   : حدثنا 
أحمد بن عبد الله بن شاذان المروزي ،  عن أبيه ، عن جده ، سمعت 
إسماعيل  يقول : أنبأنا 
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن المرزبان  من أبناء 
فارس  الأحرار ، والله ما وقع علينا رق قط . ولد جدي في سنة ثمانين ، وذهب 
ثابت  إلى 
علي  وهو صغير ، فدعا له بالبركة فيه ، وفي ذريته ، ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك 
لعلي   -رضي الله عنه- فينا . 
قال : 
والنعمان بن المرزبان  والد 
ثابت  هو الذي أهدى 
لعلي  الفالوذج في يوم النيروز فقال 
علي   : نورزونا كل يوم ، وقيل كان ذلك في المهرجان ، فقال : مهرجونا كل يوم  . 
قال 
محمد بن سعد العوفي   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  يقول : كان 
أبو حنيفة  ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه ، ولا يحدث بما لا يحفظ  . 
وقال 
صالح بن محمد   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  يقول : كان 
أبو حنيفة  ثقة في الحديث ، وروى 
أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ،  عن 
ابن معين   : كان 
أبو حنيفة  لا بأس به . وقال مرة : هو عندنا من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب . ولقد ضربه ابن 
هبيرة  على القضاء ، فأبى أن يكون قاضيا . 
أخبرنا 
ابن علان  كتابة ، أنبأنا 
الكندي ،  أنبأنا 
القزاز ،  أنبأنا 
الخطيب ،  أنبأنا ، 
الخلال ،  أنبأنا 
علي بن عمرو الحريري ،  حدثنا 
علي بن محمد بن كاس النخعي ،  حدثنا 
محمد بن محمود الصيدناني ،  حدثنا 
محمد بن شجاع بن الثلجي ،  حدثنا 
الحسن بن أبي مالك ،  عن 
أبي يوسف  قال : قال 
أبو حنيفة   : لما أردت طلب العلم ، جعلت أتخير العلوم وأسأل عن عواقبها . فقيل : تعلم  
[ ص: 396 ] القرآن . فقلت : إذا حفظته فما يكون آخره ؟ قالوا : تجلس في المسجد فيقرأ عليك الصبيان والأحداث ، ثم لا يلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو مساويك ، فتذهب رئاستك  . 
قلت : من طلب العلم للرئاسة قد يفكر في هذا ، وإلا فقد ثبت قول 
المصطفى   -صلوات الله عليه- 
nindex.php?page=hadith&LINKID=880329أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه يا سبحان الله ! وهل محل أفضل من المسجد ؟ وهل نشر العلم يقارب تعليم القرآن ؟ كلا والله . وهل طلبه خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب ؟ وأحسب هذه الحكاية موضوعة . ففي إسنادها من ليس بثقة . 
تتمة الحكاية : قال : قلت : فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني ؟ قالوا : إذا كبرت وضعفت ، حدثت واجتمع عليك هؤلاء الأحداث والصبيان . ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب ، فيصير عارا عليك في عقبك . فقلت : لا حاجة لي في هذا . 
قلت : الآن كما جزمت بأنها حكاية مختلقة ، فإن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبا حنيفة  طلب الحديث وأكثر منه في سنة مائة وبعدها ولم يكن إذ ذاك يسمع الحديث الصبيان ، هذا اصطلاح وجد بعد ثلاث مائة سنة ، بل كان يطلبه كبار العلماء ، بل لم يكن للفقهاء علم بعد القرآن سواه ولا كانت قد دونت كتب الفقه أصلا . 
ثم قال : قلت : أتعلم النحو . فقلت : إذا حفظت النحو والعربية ، ما يكون  
[ ص: 397 ] آخر أمري ؟ قالوا : تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلى ثلاثة . قلت : وهذا لا عاقبة له . قلت : فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني ؟ قالوا : تمدح هذا فيهب لك أو يخلع عليك ، وإن حرمك هجوته . قلت : لا حاجة فيه . 
قلت : فإن نظرت في الكلام ، ما يكون آخر أمره ؟ قالوا : لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام ، فيرمى بالزندقة ، فيقتل ، أو يسلم مذموما . 
قلت : قاتل الله من وضع هذه الخرافة ، وهل كان في ذلك الوقت وجد علم الكلام ؟ ! . 
قال : قلت : فإن تعلمت الفقه ؟ قالوا : تسأل وتفتي الناس ، وتطلب للقضاء وإن كنت شابا . قلت : ليس في العلوم شيء أنفع من هذا ، فلزمت الفقه وتعلمته . 
وبه إلى 
ابن كاس ،  حدثني 
جعفر بن محمد بن حازم ،  حدثنا 
الوليد بن حماد ،  عن 
الحسن بن زياد ،  عن 
زفر بن الهذيل ،  سمعت 
أبا حنيفة  يقول : كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع ، وكنا نجلس بالقرب من حلقة 
 nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان ،  فجاءتني امرأة يوما فقالت لي : رجل له امرأة أمة ، أراد أن يطلقها للسنة ، كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول . فأمرتها أن تسأل 
حمادا ،  ثم ترجع تخبرني . فسألته فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين ، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج . فرجعت فأخبرتني ، فقلت : لا حاجة لي في الكلام . وأخذت نعلي فجلست إلى 
حماد ،  فكنت أسمع مسائله ، فأحفظ قوله ، ثم يعيدها من الغد فأحفظها ، ويخطئ أصحابه . فقال : لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير 
أبي حنيفة   . فصحبته عشر سنين . ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة ، فأحببت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي . فخرجت يوما  
[ ص: 398 ] بالعشي وعزمي أن أفعل ، فلما رأيته لم تطب نفسي أن أعتزله . فجاءه تلك الليلة نعي قرابة له قد مات 
بالبصرة ،  وترك مالا ، وليس له وارث غيره . فأمرني أن أجلس مكانه ، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه ، فكنت أجيب وأكتب جوابي ، فغاب شهرين ثم قدم ، فعرضت عليه المسائل ، وكانت نحوا من ستين مسألة ، فوافقني في أربعين ، وخالفني في عشرين فآليت على نفسي ألا أفارقه حتى يموت . 
وهذه أيضا الله أعلم بصحتها ، وما علمنا أن الكلام في ذلك الوقت كان له وجود ، والله أعلم . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14765أحمد بن عبد الله العجلي ،  حدثني أبي قال : قال 
أبو حنيفة   : قدمت 
البصرة  فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فيه . فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب ، فجعلت على نفسي ألا أفارق 
حمادا  حتى يموت ، فصحبته ثماني عشرة سنة . 
شعيب بن أيوب الصريفيني ،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12194أبو يحيى الحماني ،  سمعت 
أبا حنيفة  يقول : رأيت رؤيا أفزعتني ، رأيت كأني أنبش قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتيت 
البصرة ،  فأمرت رجلا يسأل 
 nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين  فسأله ، فقال : هذا رجل ينبش أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم . 
المحدث 
محمود بن محمد المروزي ،  حدثنا 
حامد بن آدم ،  حدثنا 
أبو وهب محمد بن مزاحم ،  سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك  يقول : لولا أن الله أعانني 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990بأبي حنيفة  وسفيان ،  كنت كسائر الناس . 
أحمد بن زهير ،  حدثنا 
سليمان بن أبي شيخ ،  حدثني 
حجر بن عبد الجبار  قال : قيل 
للقاسم بن معن   : ترضى أن تكون من غلمان 
أبي حنيفة ؟  قال : ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة 
أبي حنيفة   . وقال له 
القاسم   : تعال معي  
[ ص: 399 ] إليه ، فلما جاء إليه لزمه وقال : ما رأيت مثل هذا  . 
 nindex.php?page=showalam&ids=12798محمد بن أيوب بن الضريس ،  حدثنا 
أحمد بن الصباح ،  سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  قال : قيل 
لمالك   : هل رأيت 
أبا حنيفة ؟  قال : نعم . رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته . 
وعن 
أسد بن عمرو ،  أن 
أبا حنيفة   -رحمه الله- صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة  . 
وروى 
 nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن الوليد ،  عن 
القاضي أبي يوسف  قال : بينما أنا أمشي مع 
أبي حنيفة ،  إذ سمعت رجلا يقول لآخر : هذا 
أبو حنيفة  لا ينام الليل . فقال 
أبو حنيفة   : والله لا يتحدث عني بما لم أفعل . فكان يحيي الليل صلاة وتضرعا ودعاء  . 
وقد روي من وجهين : أن 
أبا حنيفة  قرأ القرآن كله في ركعة  . 
قال 
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة   : رأيت 
أبا حنيفة  شيخا يفتي الناس بمسجد 
الكوفة ،  على رأسه قلنسوة سوداء طويلة . 
وعن 
النضر بن محمد  قال : كان 
أبو حنيفة  جميل الوجه ، سري الثوب ، عطر الريح . أتيته في حاجة وعلي كساء قرمسي ، فأمر بإسراج بغله ، وقال : أعطني كساءك وخذ كسائي ، ففعلت . فلما رجع قال : يا 
نضر  خجلتني بكسائك ، هو غليظ . قال : وكنت أخذته بخمسة دنانير . ثم إني رأيته وعليه كساء قومته ثلاثين دينارا . 
وعن 
أبي يوسف  قال : كان 
أبو حنيفة  ربعة ، من أحسن الناس صورة ، وأبلغهم نطقا ، وأعذبهم نغمة ، وأبينهم عما في نفسه . 
وعن 
حماد بن أبي حنيفة  قال : كان أبي جميلا ، تعلوه سمرة ، حسن  
[ ص: 400 ] الهيئة ، كثير التعطر ، هيوبا ، لا يتكلم إلا جوابا ، ولا يخوض -رحمه الله- فيما لا يعنيه  . 
وعن 
ابن المبارك  قال : ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ، ولا أحسن سمتا وحلما من 
أبي حنيفة   . 
إبراهيم بن سعيد الجوهري ،  عن 
المثنى بن رجاء  قال : جعل 
أبو حنيفة  على نفسه ، إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار . وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها  . 
وروى 
جبارة بن المغلس ،  عن 
قيس بن الربيع  قال : كان 
أبو حنيفة ،  ورعا تقيا ، مفضلا على إخوانه . 
قال 
الخريبي   : كنا عند 
أبي حنيفة ،  فقال رجل : إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان ، فوهب لي أربعة آلاف درهم . فقال 
أبو حنيفة   : إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه  . 
وعن 
شريك  قال : كان 
أبو حنيفة  طويل الصمت ، كثير العقل . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14741أبو عاصم النبيل   : كان 
أبو حنيفة  يسمى الوتد لكثرة صلاته . 
وروى 
ابن إسحاق السمرقندي ،  عن 
القاضي أبي يوسف  قال : كان 
أبو حنيفة  يختم القرآن كل ليلة في ركعة  . 
 nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد الحماني ،  عن أبيه أنه صحب 
أبا حنيفة  ستة أشهر ، قال : فما رأيته صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة ، وكان يختم كل ليلة عند السحر  . 
وعن 
يزيد بن كميت ،  سمع رجلا يقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة   : اتق الله ، فانتفض ، واصفر ، وأطرق ، وقال : جزاك الله خيرا . ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا  . 
ويروى أن 
أبا حنيفة  ختم القرآن سبعة آلاف مرة  .  
[ ص: 401 ] قال 
مسعر بن كدام   : رأيت 
أبا حنيفة  قرأ القرآن في ركعة  . 
ابن سماعة ،  عن 
محمد بن الحسن ،  عن 
القاسم بن معن ،  أن 
أبا حنيفة  قام ليلة يردد قوله تعالى : 
بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ويبكي ويتضرع إلى الفجر  . 
وقد روي من غير وجه أن الإمام 
أبا حنيفة  ضرب غير مرة ، على أن يلي القضاء فلم يجب  . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون   : ما رأيت أحدا أحلم من 
أبي حنيفة   . 
وعن 
الحسن بن زياد اللؤلؤي  قال : قال 
أبو حنيفة   : إذا ارتشى القاضي ، فهو معزول ، وإن لم يعزل  . 
وروى 
نوح الجامع ،  عن 
أبي حنيفة  أنه قال : ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلى الرأس والعين ، وما جاء عن الصحابة اخترنا ، وما كان من غير ذلك ، فهم رجال ونحن رجال  . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع   : سمعت 
أبا حنيفة  يقول : البول في المسجد أحسن من بعض القياس  . 
وقال 
أبو يوسف   : قال 
أبو حنيفة   : لا ينبغي للرجل أن يحدث إلا بما يحفظه من وقت ما سمعه  . 
وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية الضرير  قال : حب 
أبي حنيفة  من السنة . 
قال 
إسحاق بن إبراهيم الزهري ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن الوليد  قال : طلب 
المنصور  أبا حنيفة  فأراده على القضاء ، وحلف ليلين فأبى ، وحلف : إني لا أفعل . فقال 
الربيع الحاجب   : ترى أمير المؤمنين يحلف ، وأنت تحلف ؟ قال : أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني ، فأمر به إلى السجن ، فمات فيه ببغداد  . 
وقيل : دفعه 
أبو جعفر  إلى صاحب شرطته 
حميد الطوسي   . فقال : يا شيخ ،  
[ ص: 402 ] إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي : اقتله أو اقطعه ، أو اضربه ، ولا أعلم بقصته ، فماذا أفعل ؟ فقال : هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب ؟ أو بأمر لم يجب ؟ قال : بل بما قد وجب . قال : فبادر إلى الواجب . 
وعن 
مغيث بن بديل  قال : دعا 
المنصور  أبا حنيفة  إلى القضاء فامتنع ، فقال : أترغب عما نحن فيه ؟ فقال : لا أصلح . قال : كذبت . قال : فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح ، فإن كنت كاذبا فلا أصلح ، وإن كنت صادقا فقد أخبرتكم أني لا أصلح ، فحبسه  . وروى نحوها 
 nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس ،  عن 
الربيع الحاجب ،  وفيها قال 
أبو حنيفة   : والله ما أنا بمأمون الرضا . فكيف أكون مأمون الغضب ؟ فلا أصلح لذلك . قال 
المنصور   : كذبت . بل تصلح . فقال كيف يحل أن تولي من يكذب ؟  . 
وقيل : إن 
أبا حنيفة  ولي له ، فقضى قضية واحدة ، وبقي يومين ، ثم اشتكى ستة أيام وتوفي  . 
وقال 
الفقيه أبو عبد الله الصيمري   : لم يقبل العهد بالقضاء ، فضرب وحبس ، ومات في السجن . وروى 
حيان بن موسى المروزي ،  قال : سئل 
ابن المبارك   : 
مالك  أفقه ، أو 
أبو حنيفة ؟  قال : 
أبو حنيفة   . وقال 
الخريبي   : ما يقع في 
أبي حنيفة  إلا حاسد أو جاهل . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان   : لا نكذب الله ، ما سمعنا أحسن من رأي 
أبي حنيفة ،  وقد أخذنا بأكثر أقواله .  
[ ص: 403 ] وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم   : لو وزن علم 
الإمام أبي حنيفة  بعلم أهل زمانه ، لرجح عليهم . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث   : كلام 
أبي حنيفة  في الفقه أدق من الشعر ، لا يعيبه إلا جاهل  . 
وروي عن 
الأعمش  أنه سئل عن مسألة ، فقال : إنما يحسن هذا 
النعمان بن ثابت الخزاز ،  وأظنه بورك له في علمه . 
وقال 
جرير   : قال لي 
مغيرة   : جالس 
أبا حنيفة  تفقه ، فإن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي  لو كان حيا لجالسه . 
وقال 
ابن المبارك   : 
أبو حنيفة  أفقه الناس . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي   : الناس في الفقه عيال على 
أبي حنيفة   . قلت : الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام . وهذا أمر لا شك فيه . 
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل 
وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين ، رضي الله عنه ورحمه . 
توفي شهيدا مسقيا في سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة ، وعليه قبة عظيمة ومشهد فاخر 
ببغداد ،  والله أعلم . 
وابنه الفقيه 
حماد بن أبي حنيفة   : كان ذا علم ودين وصلاح وورع تام . لما توفي والده ، كان عنده ودائع كثيرة ، وأهلها غائبون ، فنقلها 
حماد  إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  ليتسلمها ، فقال : بل دعها عندك فإنك أهل . فقال : زنها واقبضها حتى تبرأ منها ذمة الوالد ، ثم افعل ما ترى . ففعل القاضي ذلك . وبقي في وزنها وحسابها أياما ، واستتر 
حماد  فما ظهر حتى أودعها القاضي عند أمين . 
توفي 
حماد  سنة ست وسبعين ومائة كهلا . له رواية عن أبيه وغيره . حدث عنه ولده الإمام 
إسماعيل بن حماد  قاضي 
البصرة   .