صفحة جزء
[ ص: 62 ] عتبة الغلام

الزاهد ، الخاشع ، الخائف عتبة بن أبان البصري . كان يشبه في حزنه بالحسن البصري .

قال رياح القيسي : بات عندي ، فسمعته يقول في سجوده : اللهم احشر عتبة من حواصل الطير وبطون السباع .

وقال مخلد بن الحسين : جاءنا عتبة الغلام غازيا ، وقال : رأيت أني آتي المصيصة في النوم ، وأغزو فأستشهد . قال : فأعطاه رجل فرسه وسلاحه ، وقال : إني عليل ، فاغز عني . فلقوا الروم ، فكان أول من استشهد .

قال
سلمة الفراء : كان عتبة الغلام من نساك أهل البصرة ، يصوم الدهر ، ويأوي السواحل والجبانة .

قال أبو عمر البصري : كان رأس مال عتبة فلسا ، يشتري به خوصا يعمله ويبيعه بثلاثة فلوس ، فيتصدق بفلس ، ويتعشى بفلس ، وفلس رأس ماله .

وقيل : نازعته نفسه لحما ، فماطلها سبع سنين .

وعنه قال : لا يعجبني رجل ألا يحترف . [ ص: 63 ] وذكر مخلد بن الحسين عتبة الغلام وصاحبه يحيى الواسطي فقال : كأنما ربتهم الأنبياء .

وعن عتبة قال : من عرف الله أحبه ، ومن أحبه أطاعه . وعنه قال : إنما أبكي على تقصيري .

قال مسلم بن إبراهيم : رأيت عتبة ، وكان يقال : إن الطير تجيبه . وقيل لما غزا ، قال : لا تفتحوا بيتي . فلما قتل ، فتحوه ، فوجدوا قبرا محفورا ، وغل حديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية