صفحة جزء
عبد الوارث بن سعيد ( ع )

ابن ذكوان الإمام ، الثبت ، الحافظ أبو عبيدة العنبري ، مولاهم البصري ، التنوري ، المقرئ .

حدث عن يزيد الرشك ، وأيوب السختياني ، وأيوب بن موسى ، وشعيب بن الحبحاب ، والجعد أبي عثمان ، وعمرو بن عبيد ، وداود بن أبي هند ، والجريري ، وعبد العزيز بن صهيب ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعلي بن زيد ، وعمرو بن دينار القهرمان ، وسليمان التيمي ، وأبي عمرو بن العلاء ، [ ص: 301 ] العلاء وسعيد بن أبي عروبة ، وعدة . وقرأ القرآن عرضا على أبي عمرو ، وأقرأه ، وقرأ أيضا على حميد بن قيس المكي .

وجلس إلى عمرو بن دينار بمكة ، وما أظنه روى عنه ، فإنه قال : قعدت إليه فلم أفهم كلامه . فلما بلغ هذا القول سفيان بن عيينة قال : صدق . أدركنا عمرا وقد سقطت أسنانه ، وبقي له ناب واحد ، فلولا أنا أطلنا مجالسته ، ما فهمنا عنه . هذه حكاية صحيحة الإسناد . وكان مولد عبد الوارث في سنة اثنتين ومائة تلا عليه محمد بن عمر القصبي ، وأبو معمر المقعد ، وعمران بن موسى القزاز .

وحدث عنه : ولده عبد الصمد ، وأبو معمر عبد الله بن عمرو المقعد ، وهو راوية كتبه ، ومسدد بن مسرهد ، وقتيبة بن سعيد ، وبشر بن هلال ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعلي بن المديني ، وخلق سواهم . وكان عالما مجودا ، من فصحاء أهل زمانه ، ومن أهل الدين والورع ، إلا أنه قدري مبتدع .

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا سعيد بن أحمد ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا عبد الله البغوي ، حدثنا بشر بن هلال الصواف ، حدثنا عبد الوارث ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لعن عبد الدينار ، لعن عبد الدرهم هذا [ ص: 302 ] حديث صالح الإسناد ، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة . أخرجه الترمذي عن الصواف ، فوافقناه بعلو .

قال أبو عمر الجرمي : ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث إلا حماد بن سلمة .

وقال محمود بن غيلان : قيل لأبي داود الطيالسي : لم لا تحدث عن عبد الوارث ؟ فقال : أأحدثك عن رجل كان يزعم أن يوما من عمرو بن عبيد أكبر من عمر أيوب السختياني ، ويونس ، وابن عون ؟!

قال يعقوب الفسوي : حدثنا الحسن بن الربيع قال : كنا نسمع من عبد الوارث ، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا ، فلم نصل خلفه .

قال : وقيل لعبد الله بن المبارك : كيف رويت عن عبد الوارث ، وتركت عمرو بن عبيد ؟ قال : إن عمرا كان داعيا وقال علي : سمعت يحيى القطان ، وذكر له أن عبد الوارث قال : سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فأمرني به ، فأنكر ذلك يحيى ، وقال : [ ص: 303 ] كان شعبة لا يراه في يوم صفين ، ولا يرى الخروج مع علي -رضي الله عنه- أيرى الخروج مع إبراهيم ؟ أنا سمعت شعبة يقول : ما أدري أخطئوا أم أصابوا .

قال يحيى بن معين : قال عبد الصمد : لم يكتب أبي عن أيوب السختياني حرفا حتى مات . هكذا هذه الرواية ، وهي وهم . قد حدث عن أيوب .

وقال عبيد الله القواريري : ما رأيت يحيى القطان روى عن أحد من مشايخنا قبل موته إلا عن عبد الوارث . وورد عن حماد بن زيد أنه كان ينهى عن الأخذ عن عبد الوارث لمكان القدر .

وقال يزيد بن زريع : من أتى مجلس عبد الوارث ، فلا يقربني . قلت : ومع هذا ، فحديثه في الكتب الستة . وعاش بعد حماد بن زيد أشهرا قليلة ، مات في المحرم سنة ثمانين ومائة .

وقال معاذ بن معاذ : سألت أنا ويحيى القطان شعبة عن شيء من حديث أبي التياح ، فقال : ما يمنعكم من ذاك الباب ؟ يعني عبد الوارث ، فما رأيت أحدا أحفظ لحديث أبي التياح منه ، فقمنا فجلسنا إليه ، فسألناه فجعل يمر كأنها مكتوبة في قلبه . [ ص: 304 ] وعن شعبة - ونظر إلى عبد الوارث موليا - فقال : تعرف الإتقان في قفاه وروى حرب عن أحمد قال : كان عبد الوارث أصحهم حديثا عن حسين المعلم .

وقال معاوية بن صالح : قلت لابن معين : من أثبت شيوخ البصريين ؟ قال : عبد الوارث ، وسمى جماعة .

عثمان بن سعيد ، عن ابن معين قال : هو مثل حماد بن زيد في أيوب .

وقال البخاري : قال عبد الصمد : إنه لمكذوب على أبي ، وما سمعته منه قط ، يعني القدر . وقال أبو زرعة : ثقة . وقال النسائي : ثقة ، ثبت . وقال ابن سعد : ثقة ، حجة . مات في المحرم سنة ثمانين ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية