صفحة جزء
إبراهيم بن سعد ( ع )

ابن إبراهيم بن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف . الإمام [ ص: 305 ] الحافظ الكبير أبو إسحاق القرشي الزهري العوفي المدني .

حدث عن أبيه قاضي المدينة ، وعن قرابته ابن شهاب الزهري ، ويزيد بن الهاد ، والوليد بن كثير ، وصفوان بن سليم ، وصالح بن كيسان ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وعبد الملك بن الربيع بن سبرة ، وابن إسحاق ، ومحمد بن عكرمة المخزومي ، وعدة .

روى عنه ولداه : يعقوب وسعد ، وشعبة ، والليث وهما أكبر منه . وأبو داود الطيالسي ، وابن مهدي ، وابن وهب ، ويحيى بن آدم ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، والقعنبي ، وأحمد بن حنبل ، ولوين ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ويسرة بن صفوان ، ويحيى بن قزعة ، وإبراهيم بن حمزة ، وسليمان بن داود الهاشمي ، وإسماعيل ابن ابنة السدي ويعقوب بن حميد بن كاسب ، ويعقوب بن محمد الزهري وخلق كثير ، آخرهم موتا عبد الله بن عمران العابدي ، والحسين بن سيار الحراني . وكان ثقة صدوقا ، صاحب حديث . وثقه الإمام أحمد ، وقال : كان وكيع كف عن الرواية عنه ، ثم حدث عنه .

وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين قال : ثقة حجة .

وروى علي بن الحسين بن حبان ، عن ابن معين : هو أثبت من الوليد بن كثير ، وابن إسحاق ، وقال : هو أحب إلي من ابن أبي ذئب في [ ص: 306 ] الزهري . ابن أبي ذئب لم يصحح عن الزهري شيئا .

وقال عباس : قلت لابن معين : إبراهيم بن سعد أحب إليك في الزهري ، أو ليث بن سعد ؟ فقال : كلاهما ثقتان .

وقال أحمد العجلي : مدني ، ثقة ، يقال : إنه كان أسود .

قال البخاري : قال لي إبراهيم بن حمزة : كان عند إبراهيم عن محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي . وإبراهيم من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه . وقال أبو حاتم : ثقة .

وقال صالح بن محمد جزرة : سماعه من الزهري ليس بذاك ، لأنه كان صغيرا .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ولد سنة ثمان ومائة أخبرني بذلك بعض ولده .

قلت : هو أصغر من ابن عيينة بسنة ، وسمع من الزهري وهو حدث باعتناء والده به .

روى أحمد بن سعد حفيده ، عن علي بن الجعد ، سألت شعبة عن حديث لسعد بن إبراهيم ، فقال لي ، فأين أنت عن أبيه ؟ قلت : وأين هو ؟ قال : نازل على عمارة بن حمزة ، فأتيته فحدثني . قال أبو داود : ولي إبراهيم بيت المال ببغداد .

قلت : كان ممن يترخص في الغناء على عادة أهل المدينة ، وكأنه ليم في ذلك ، فانزعج على المحدثين ، وحلف أنه لا يحدث حتى يغني قبله ، [ ص: 307 ] فيما قيل . وكان هو وهشيم شيخي الحديث في عصرهما ببغداد . وقع لي من عواليه . واختلف في وفاته على أقوال : فقال علي ابن المديني ، وابن سعد ، وخليفة ، ومحمد بن عباد المكي ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وغيرهم : إنه توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة فهذا هو الصحيح . وقال سعيد بن عفير ، وأبو حسان الزيادي : مات سنة أربع وثمانين . وهو ابن خمس وسبعين سنة . زاد ابن عفير أنه في هذه السنة قدم العراق . وشذ أبو مروان العثماني بل غلط ، فقال : سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس وثمانين ومائة ، ومات بعد ذلك .

قال أبو بكر الخطيب في " السابق واللاحق " : حدث عنه يزيد بن عبد الله بن الهاد ، يعني شيخه ، والحسين بن سيار ، وبين وفاتيهما مائة واثنتا عشرة سنة . مات ابن سيار بعد الخمسين ومائتين . وقد حدث الليث بن سعد ، وهو أكبر من إبراهيم بن سعد ، عن رجل عنه . [ ص: 308 ]

فأخبرنا إسماعيل بن الفراء ، وأحمد بن العماد ، قالا : أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا أبو بكر بن النقور ، أخبرنا علي بن محمد ، أخبرنا علي بن أحمد بن الحمامي ، حدثنا دعلج بن أحمد ، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن ابن الهاد ، عن إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : بينا أنا نائم رأيتني على قليب ، فنزعت منها ما شاء الله ، ثم نزع ابن أبي قحافة ذنوبا أو ذنوبين ، وفي نزعه ضعف وليغفر الله له ، ثم استحالت غربا ، فأخذ ابن الخطاب ، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه حتى ضرب الناس بعطن هذا حديث محفوظ المتن . اتفق عليه البخاري ومسلم من طريق يونس ، وعقيل ، عن ابن شهاب ، وروايتنا هذه غريبة معللة ، فإن البخاري أخرجه عن يسرة بن صفوان ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري نفسه . وأخرجه مسلم ، عن الثقة ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح ، كروايتنا -والله أعلم .

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا سعيد بن البناء ، أخبرنا علي بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا عبد الله بن عمران العابدي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، [ ص: 309 ] عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله العطش وهذا حديث جيد الإسناد ، ومتنه في الصحيح من وجه آخر .

وقد روى الليث بن سعد ، عن ابن الهاد ، عن إبراهيم بن سعد نحوا من عشرة أحاديث . وكان إبراهيم يجيد صناعة الغناء .

وقد ذكره ابن عدي في " كامله " وساق له عدة أحاديث استنكرها له . فمن أنكر ذلك : قال أبو داود السجستاني : سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه ، عن أنس ، قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : الأئمة من قريش فقال : ليس ذا في كتب إبراهيم ، لا ينبغي أن يكون له أصل . قلت : رواه غير واحد ، عن إبراهيم بن سعد . [ ص: 310 ]

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : ذكر عند يحيى بن سعيد عقيل وإبراهيم بن سعد ، فجعل كأنه يضعفهما ، ثم قال أبي : أيش ينفع هذا ، هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى .

التالي السابق


الخدمات العلمية