صفحة جزء
يحيى بن زكريا ( ع )

ابن أبي زائدة الحافظ ، العلم ، الحجة أبو سعيد الهمداني [ ص: 338 ] الوادعي ، واسم جده ميمون بن فيروز ، مولى امرأة وادعية . وقيل : بل مولى محمد بن المنتشر الهمداني . مولده : سنة عشرين ومائة تقريبا أو فيها .

حدث عن : أبيه ، وعاصم الأحول ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، والأعمش ، وداود بن أبي هند ، وأبي مالك الأشجعي ، وعبيد الله بن عمر ، ومجالد ، والعلاء بن المسيب ، وهاشم بن هاشم الزهري ، وموسى الجهني ، وابن عون ، وصالح بن صالح بن حي ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، ومسعر ، وحجاج بن أرطاة ، وشعبة ، وابن إسحاق ، وخلق كثير . وينزل إلى سفيان بن عيينة ، ومالك . وكان من أوعية العلم .

حدث عنه : أبو داود الحفري ، ويحيى بن آدم ، ومعلى بن منصور ، ويحيى بن يحيى ، وأحمد ، وابن معين ، وابنا أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وأبو كريب ، وهناد ، وعمرو بن رافع القزويني ، وعلي بن مسلم الطوسي ، وأحمد بن منيع ، والحسن بن عرفة ، وزياد بن أيوب ، وابن زرارة عمرو لا عمر ، ومحمد بن عبيد المحاربي ، ويعقوب الدورقي ، وأمم سواهم . قال أبو خالد الأحمر : كان جيد الأخذ .

وعن الحسن بن ثابت قال : نزلت بأفقه أهل الكوفة ، يعني يحيى بن أبي زائدة .

وروى عمرو الناقد عن ابن عيينة ، قال : ما قدم علينا أحد من أصحابنا يشبه [ ص: 339 ] هذين الرجلين : عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن أبي زائدة .

وروى الحارث بن سريج ، عن يحيى القطان قال : ما خالفني أحد بالكوفة أشد علي من ابن أبي زائدة . وقال أحمد ، ويحيى بن معين : ثقة .

وقال ابن المديني : هو من الثقات . وقال مرة : لم يكن أحد بالكوفة بعد الثوري أثبت من ابن أبي زائدة ، وقال أيضا : انتهى العلم إلى الشعبي في زمانه ، ثم إلى الثوري في زمانه ، ثم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه . وقال محمد بن عبد الله بن نمير : كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس . وقال النسائي : ثقة ، ثبت . وقال أبو حاتم : مستقيم الحديث ، ثقة .

وقال أحمد العجلي : ثقة ، جمع له الفقه والحديث ، ويعد من حفاظ الكوفيين ، مفتيا ثبتا ، صاحب سنة . وكان على قضاء المدائن . ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى بن أبي زائدة .

وقال ابن أبي حاتم : هو أول من صنف الكتب بالكوفة .

وروى حسين بن عمرو العنقزي ، عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، قال : يحيى بن أبي زائدة في الحديث مثل العروس العطرة .

وروى عباس الدوري وغيره ، عن يحيى ، قال : كان يحيى بن أبي زائدة كيسا ، لا أعلمه أخطأ إلا في حديث واحد عن سفيان ، عن أبي إسحاق . وقال الغلابي : عن سفيان ، عن أبي حصين ، ثم اتفقا عن قبيصة بن برمة ، قال : قال [ ص: 340 ] عبد الله : ما أحب أن يكون عبيدكم مؤذنيكم . وإنما هو عن واصل ، عن قبيصة . قال زياد بن أيوب : ولي ابن أبي زائدة قضاء المدائن أربعة أشهر ، ثم مات . وكان يحدث حفظا .

وقال يعقوب السدوسي : توفي بالمدائن ، وهو قاض لأمير المؤمنين هارون ، كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة وعاش ثلاثا وستين سنة . وكان ثقة حسن الحديث ، ويقولون : إنه أول من صنف الكتب بالكوفة ، وكان يعد من فقهاء المحدثين بالكوفة ، وكانت وفاته في جمادى الأولى .

وقال هارون بن حاتم ، وابن سعد ، ومطين ، وغيرهم : مات سنة ثلاث وقال خليفة : سنة ثلاث أو أربع وثمانين . وقال مسروق بن المرزبان ، وابن قانع : سنة أربع .

قال عيسى بن يونس : رأيت زكريا بن أبي زائدة ، يجيء إلى مجالد ، فيقول ليحيى ، يعني ابنه : يا بني ، احفظ .

أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة ، والمسلم بن محمد ، قالا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرني عاصم الأحول ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا وقعت رميتك في الماء فغرق فلا تأكل هذا حديث صحيح غريب ، أخرجه أبو داود عن محمد بن يحيى الذهلي ، عن أحمد ، فوقع بدلا بعلو درجتين . [ ص: 341 ]

أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن صرما ، والفتح بن عبد السلام ، قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر الحربي ، أخبرنا أحمد بن الحسن ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن مجالد ، قال : أشهد على أبي الوداك ، أنه شهد على أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر لمنهم ، وأنعما فقال له إسماعيل وهو جالس مع مجالد على الطنفسة : وأنا أشهد على عطية أنه شهد على أبي سعيد أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك .

حديث عطية هو المشهور ، رواه أئمة عنه . وأما حديث أبي الوداك ففرد غريب . حسن الترمذي خبر عطية .

التالي السابق


الخدمات العلمية