صفحة جزء
أبو العباس السراج : سمعت إبراهيم بن بشار ، حدثني علي بن الفضيل ، سمعت أبي يقول لابن المبارك : أنت تأمرنا بالزهد والتقلل ، والبلغة ، ونراك تأتي بالبضائع ، كيف ذا ؟ قال : يا أبا علي ، إنما أفعل ذا لأصون وجهي ، وأكرم عرضي ، وأستعين به على طاعة ربي . قال : يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا .

الفتح بن سخرف : حدثنا عباس بن يزيد ، حدثنا حبان بن موسى ، قال : عوتب ابن المبارك فيما يفرق من المال في البلدان دون بلده ، قال : إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق ، طلبوا الحديث ، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم احتاجوا ، فإن تركناهم ضاع علمهم ، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم .

عباس الدوري : سمعت يحيى يقول : ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر ، منهم : ابن المبارك .

أبو حاتم : حدثنا ابن الطباع ، عن ابن مهدي قال : الأئمة أربعة : [ ص: 388 ] سفيان ، ومالك ، وحماد بن زيد ، وابن المبارك .

وروي عن ابن مهدي قال : ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان ، ولا أحسن عقلا من مالك ، ولا أقشف من شعبة ، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك .

وقال محمد بن المثنى : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأت عيناي مثل أربعة : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ، ولا أشد تقشفا من شعبة ، ولا أعقل من مالك ، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك .

أبو نشيط : سمعت نعيم بن حماد : قلت لابن مهدي : أيهما أفضل ، ابن المبارك ، أو سفيان الثوري ؟ فقال : ابن المبارك . قلت : إن الناس يخالفونك ، قال : إنهم لم يجربوا ، ما رأيت مثل ابن المبارك .

نوح بن حبيب : حدثنا ابن مهدي قال : حدثنا ابن المبارك ، وكان نسيج وحده .

أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت ابن مهدي يقول : ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري .

وقال محمد بن أعين : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، واجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : جالست الثوري ، وسمعت منه ، ومن ابن المبارك ، فأيهما أرجح ؟ قال : لو أن سفيان جهد على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر . [ ص: 389 ]

ابن أبي العوام : حدثنا أبي ، سمعت شعيب بن حرب ، يقول : قال سفيان : إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك ، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام .

محمد بن المنذر : حدثنا إبراهيم بن بحر الدمشقي ، حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي ، قال : سأل رجل سفيان ، فقال : من أين أنت ؟ قال : من أهل المشرق ، قال : أوليس عندكم أعلم أهل المشرق ؟ قال : ومن هو ؟ قال : عبد الله بن المبارك . قال : وهو أعلم أهل المشرق ؟ قال : نعم ، وأهل المغرب .

قال محمد بن المنذر : وحدثني محمد بن أحمد بن الحسين القرشي ، حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام ، فطلع ابن المبارك من الثنية ، فقال سفيان : هذا رجل أهل المشرق . فقال فضيل : رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما .

وقال علي بن زيد : حدثني عبد الرحمن بن أبي جميل قال : كنا حول ابن المبارك بمكة ، فقلنا له : يا عالم الشرق حدثنا - وسفيان قريب منا يسمع- فقال : ويحكم عالم المشرق والمغرب وما بينهما .

وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ : سمعت أبا الوزير يقول : قدمت على سفيان بن عيينة ، فقالوا له : هذا وصي عبد الله ، فقال : رحم الله عبد الله ، ما خلف بخراسان مثله . [ ص: 390 ]

أحمد بن أبي الحواري : حدثنا أبو عصمة ، قال : شهدت سفيان وفضيل بن عياض ، فقال سفيان لفضيل : يا أبا علي ، أي رجل ذهب -يعني ابن المبارك - قال : يا أبا محمد ، وبقي بعد ابن المبارك من يستحيى منه ؟ .

محمد بن مخلد : حدثنا عبد الصمد بن حميد ، سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يقول : لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال : مات سيد العلماء .

المسيب بن واضح : سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول : ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين . قلت : هذا الإطلاق من أبي إسحاق معني بمسلمي زمانه .

قال المسيب : ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدا يسأله .

قال أبو وهب أحمد بن رافع -وراق سويد بن نصر - : سمعت علي بن إسحاق بن إبراهيم يقول : قال ابن عيينة : نظرت في أمر الصحابة ، وأمر عبد الله ، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وغزوهم معه . محمود بن والان ، قال : سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك ويقول : [ ص: 391 ]

إذا سار عبد الله من مرو ليلة فقد سار منها نورها وجمالها


إذا ذكر الأحبار في كل بلدة     فهم أنجم فيها وأنت هلالها



هاشم بن مرثد : حدثنا عثمان بن طالوت ، سمعت علي بن المديني يقول : انتهى العلم إلى رجلين : إلى ابن المبارك ، ثم إلى ابن معين .

وقال أحمد بن يحيى بن الجارود : قال علي ابن المديني : عبد الله بن المبارك أوسع علما من عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن آدم .

قال أبو سلمة التبوذكي : سمعت سلام بن أبي مطيع يقول : ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله .

إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين ، وذكروا عبد الله بن المبارك ، فقال رجل : إنه لم يكن حافظا ، فقال ابن معين : كان عبد الله -رحمه الله- كيسا مستثبتا ثقة ، وكان عالما صحيح الحديث ، وكانت كتبه التي يحدث بها عشرين ألفا أو واحدا وعشرين ألفا .

التالي السابق


الخدمات العلمية