صفحة جزء
أبو معاوية الأسود

من كبار أولياء الله ، صحب سفيان الثوري ، وإبراهيم بن أدهم ، [ ص: 79 ] وغيرهما ، وكان يعد من الأبدال .

وقيل : إنه ذهب بصره ، فكان إذا أراد التلاوة في المصحف ، أبصر بإذن الله .

قال أحمد بن أبي الحواري : جاء إلى أبي معاوية الأسود جماعة ، ثم قالوا : ادع الله لنا . فقال : اللهم ارحمني بهم ، ولا تحرمهم بي .

قال أحمد بن فضيل العكي : غزا أبو معاوية الأسود ، فحضر المسلمون حصنا فيه علج لا يرمي بحجر ولا نشاب إلا أصاب ، فشكوا إلى أبي معاوية ، فقرأ : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى استروني منه ، فلما وقف ، قال : أين تريدون بإذن الله ؟ قالوا : المذاكير . فقال : أي رب ، قد سمعت ما سألوني ، فأعطني ذلك : بسم الله ، ثم رمى المذاكير ، فوقع .

قال أبو داود : لما مات علي بن الفضيل ، حج أبو معاوية الأسود من طرسوس ليعزي الفضيل .

ومن كلامه : من كانت الدنيا همه ، طال غدا غمه ، ومن خاف ما بين يديه ، ضاق به ذرعه ، وله مواعظ وحكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية