صفحة جزء
روح بن عبادة ( ع )

ابن العلاء بن حسان بن عمرو ، الحافظ الصدوق ، الإمام أبو محمد القيسي البصري ، من قيس بن ثعلبة .

حدث عن ابن عون ، وهشام بن حسان ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وعوف الأعرابي ، وحسين المعلم ، وأسامة بن زيد المدني ، وإسماعيل بن مسلم العبدي ، وأيمن بن نابل ، وزكريا بن [ ص: 403 ] إسحاق ، وعباد بن إسحاق ، وابن جريج ، وعبيد الله بن الأخنس ، وعلي بن سويد بن منجوف ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين ، ومحمد بن أبي حفصة ، وموسى بن عبيدة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وحبيب بن الشهيد ، وحجاج الصواف ، وحاتم بن أبي صغيرة ، وحماد بن سلمة ، وسفيان ، وشعبة وابن أبي ذئب ، ومالك ، وخلق كثير ، وينزل إلى سفيان بن عيينة ونحوه .

وكان من كبار المحدثين .

حدث عنه علي وأحمد وإسحاق ، وابن نمير ، وبندار ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، وزهير بن محمد المروزي ، وأبو إسحاق الجوزجاني ، وعبد بن حميد ، وعلي بن حرب ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وأبو بكر الصاغاني ، وأبو قلابة الرقاشي ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام ، ويحيى بن أبي طالب ، وإسحاق الكوسج ، ويعقوب بن شيبة ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وبشر بن موسى ، وخلق كثير .

قال الكديمي : سمعت علي بن المديني يقول : نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث ، كتبت منها عشرة آلاف .

وقال يعقوب بن شيبة : روح كان أحد من يتحمل الحمالات وكان سريا مريا ، كثير الحديث جدا ، صدوقا ، سمعت عليا يقول : من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث ، لم يشغلوا عنه ، نشئوا ، [ ص: 404 ] فطلبوا ، ثم صنفوا ، ثم حدثوا ، منهم روح بن عبادة .

قال يعقوب : وحدثني محمد بن عمر : سألت يحيى بن معين عن روح ، فقال : صدوق ليس به بأس ، حديثه يدل على صدقه ، يحدث عن ابن عون ، ثم يحدث عن حماد بن زيد ، عن ابن عون ، فقلت ليحيى : زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه ، فقال : باطل ، ما تكلم فيه بشيء ، وهو صدوق .

قال يعقوب : وسمعت علي بن المديني فذكر هذه القصة ، فلم أضبطها عنه ، فحدثني عبد الرحمن بن محمد : سمعت عليا قال : كانوا يقولون : إن يحيى بن سعيد يتكلم في روح ، فإني لعند يحيى ، إذ جاءه روح ، فسأله عن شيء من حديث أشعث ، فلما قام ، قلت ليحيى : أما تعرف هذا ؟ قال : لا ، قلت : هذا روح بن عبادة ، كأنه كان يعرفه ، ولكن لم يجمع بين اسمه وصفته ، قال : فقال : هذا روح ؟ ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه ، قال علي : ولكن كان عبد الرحمن بن مهدي ، يطعن على روح ، وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري هذه المسائل ، فقال لي معن : وما يصنع بها ، هي عند بصري لكم كان عندنا هاهنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب ، قال علي : فأتيت عبد الرحمن ، فأخبرته ، فأحسبه قال : استحله لي .

وقال يعقوب بن شيبة : قال محمد بن عمر : قال يحيى بن معين : هذا القواريري يحدث عن عشرين من الكذابين ، ويقول : لا [ ص: 405 ] أحدث عن روح بن عبادة .

قال يعقوب : وسمعت عفان بن مسلم لا يرضى أمر روح بن عبادة .

وحدثني محمد بن عمر أنه سمع عفان ; وذكر روح بن عبادة ، فقال : هو أحسن حديثا عندي من خالد بن الحارث ، وأحسن حديثا من يزيد بن زريع ، فلم تركناه ؟ - يعني كأنه يطعن عليه - فقال له أبو خيثمة : ليس هذا بحجة ، كل من تركته أنت ينبغي أن يترك ، أما روح بن عبادة ، فقد جاز حديثه ، الشأن فيمن بقي .

قال يعقوب : وأحسب أن عفان لو كان عنده حجة مما يسقط بها روح بن عبادة لاحتج بها في ذلك الوقت .

أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كان القواريري لا يحدث عن روح ، وأكثر ما أنكر عليه تسعمائة حديث حدث بها عن مالك سماعا .

قال أبو داود : وسمعت الحلواني يقول : أول من أظهر كتابه روح بن عبادة وأبو أسامة ، قال عقيب هذا أبو بكر الخطيب يعني أنهما رويا ما خولفا فيه ! فأظهرا كتبهما حجة لهما على مخالفيهما ، إذ روايتهما عن حفظهما موافقة لما في كتبهما ، قال : وروح كان بصريا ، قدم بغداد ، وحدث بها مدة طويلة ، ثم انصرف إلى البصرة ، فمات بها وكان كثير الحديث ، صنف الكتب في السنن والأحكام ، وجمع التفسير ، وكان ثقة . [ ص: 406 ]

وقال أحمد بن الفرات : طعن على روح بن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر ، فلم ينفذ قولهم فيه .

قال علي بن المديني : ذكر عبد الرحمن بن مهدي روح بن عبادة ، فقلت : لا تفعل ، فإن هنا قوما يحملون كلامك ، فقال : أستغفر الله ، ثم دخل ، فتوضأ - يذهب إلى أن الغيبة تنقض الوضوء .

وقيل : إن عبد الرحمن تكلم فيه : وهم في إسناد حديث .

وهذا تعنت ، وقلة إنصاف في حق حافظ قد روى ألوفا كثيرة من الحديث ، فوهم في إسناد ، فروح لو أخطأ في عدة أحاديث في سعة علمه ، لاغتفر له ذلك أسوة نظرائه ، ولسنا نقول : إن رتبة روح في الحفظ والإتقان كرتبة يحيى القطان ، بل ما هو بدون عبد الرزاق ، ولا أبي النضر .

وقد روى الكناني عن أبي حاتم الرازي قال : روح لا يحتج به .

وقال النسائي في " الكنى " وفي أثناء كتاب العتق : ليس بالقوي .

قال خليفة ومطين : مات سنة خمس ومائتين . زاد غيرهما فقال : في جمادى الأولى . ووهم الكديمي ، فقال : مات سنة سبع .

أخبرنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه وجماعة إذنا قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ، حدثنا روح [ ص: 407 ] بن عبادة ، حدثنا عثمان بن غياث ، حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يمر الناس على جسر جهنم ، وعليه خطاطيف وحسك وكلاليب ، تخطف الناس ، وبجنبتيه ملائكة يقولون : اللهم سلم سلم ، فمن الناس من يمر مثل البرق ، ومنهم من يمر مثل الريح ، ومنهم من يمر مثل الفرس المجرى ، ومنهم من يسعى سعيا ، ومنهم من يحبو حبوا ، ومنهم من يزحف زحفا ، فأما أهل النار الذين هم أهلها ، فلا يموتون ، ولا يحيون ، وأما أناس يؤخذون بذنوب وخطايا ، فيحترقون ، ثم يؤذن في الشفاعة . . . الحديث .

أخرجه النسائي من حديث خالد الطحان ، عن عثمان بن غياث أحد الثقات .

ابن أبي عاصم في كتاب " اللباس " : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، عن الشيباني ، عن عبد الله بن شداد ، عن ميمونة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الخمرة ، وفيها تصاوير .

رواه البخاري دون : " وفيها تصاوير " .

التالي السابق


الخدمات العلمية