عثمان بن مظعون 
ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي ، أبو السائب .  
[ ص: 154 ] 
من سادة المهاجرين ، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم ، وكان 
أبو السائب   - رضي الله عنه - أول من دفن 
بالبقيع   . 
روى 
كثير بن زيد المدني   : عن 
المطلب بن عبد الله  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878710لما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون  ، قال لرجل : " هلم تلك الصخرة ، فاجعلها عند قبر أخي ، أعرفه بها ، أدفن إليه من دفنت من أهلي " ، فقام الرجل فلم يطقها ، فقال - يعني الذي حدثه - : فلكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين احتملها ، حتى وضعها عند قبره هذا مرسل . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب   : سمعت 
سعدا  يقول : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878711رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون  التبتل ولو أذن له لاختصينا  .  
[ ص: 155 ] قال 
أبو عمر النمري   : أسلم 
أبو السائب  بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر الهجرتين ، وتوفي بعد 
بدر  ، وكان عابدا مجتهدا ، وكان هو ، 
وعلي  ، 
وأبو ذر  هموا أن يختصوا . 
وروي من مراسيل 
عبيد الله بن أبي رافع  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878712أول من دفن ببقيع الغرقد  عثمان بن مظعون  ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند رأسه حجرا ، وقال : " هذا قبر فرطنا "  . 
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية . 
ابن المبارك   : عن 
عمر بن سعيد  ، عن 
ابن سابط   : قال 
عثمان بن مظعون   : لا أشرب شرابا يذهب عقلي ، ويضحك بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن أنكح كريمتي . فلما حرمت الخمر قال : تبا لها ، قد كان بصري فيها ثاقبا  . 
هذا خبر منقطع لا يثبت ، وإنما حرمت الخمر بعد موته .  
[ ص: 156 ] سفيان بن وكيع  ، حدثنا 
ابن وهب  ، عن 
عمرو بن الحارث  ، حدثني 
أبو النضر  ، عن 
زياد  ، عن 
ابن عباس  nindex.php?page=hadith&LINKID=878713أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، دخل على عثمان بن مظعون  حين مات ، فأكب عليه ، فرفع رأسه ، فكأنهم رأوا أثر البكاء ، ثم جثا الثانية ، ثم رفع رأسه ، فرأوه يبكي ، ثم جثا الثالثة ، فرفع رأسه وله شهيق ، فعرفوا أنه يبكي ، فبكى القوم ، فقال : " مه ، هذا من الشيطان . ثم قال : أستغفر الله . أبا السائب  ، لقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء "  . 
حماد بن سلمة   : عن 
علي بن زيد  ، عن 
يوسف بن مهران  ، عن 
ابن عباس  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878714لما مات ابن مظعون  قالت امرأته : هنيئا لك الجنة . فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر غضب ، وقال : " ما يدريك ؟ قالت : فارسك وصاحبك . قال : إني رسول الله ، وما أدري ما يفعل بي ولا به . فأشفق الناس على عثمان بن مظعون  ، فبكى النساء ، فجعل عمر  يسكتهن ، فقال : مهلا يا عمر   . ثم قال :  [ ص: 157 ] إياكن ونعيق الشيطان ، مهما كان من العين فمن الله ومن الرحمة ، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان "  . 
يعلى بن عبيد   : حدثنا 
الإفريقي  ، عن 
سعد بن مسعود  أن عثمان بن مظعون  قال : يا رسول الله ، لا أحب أن ترى امرأتي عورتي . قال : " ولم ؟ " قال : أستحيي من ذلك . قال : " إن الله قد جعلها لك لباسا ، وجعلك لباسا لها " هذا منقطع . 
ابن أبي ذئب  ، عن 
الزهري  أن عثمان بن مظعون  أراد أن يختصي ، ويسيح في الأرض ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أليس لك في أسوة حسنة ، وليس من أمتي من اختصى أو خصى "  . 
 nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي   : عن 
أبي بردة   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878717دخلت امرأة عثمان بن مظعون  على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرأينها سيئة الهيئة ، فقلن لها : ما لك ؟ فما في قريش  أغنى من بعلك . قالت : أما ليله فقائم ، وأما نهاره فصائم ، فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " أما لك بي أسوة " . . .  [ ص: 158 ] الحديث . 
قال : فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس . 
حماد بن زيد   : حدثنا 
معاوية بن عياش  ، عن 
أبي قلابة  أن عثمان بن مظعون  قعد يتعبد ، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا عثمان  ، إن الله لم يبعثني بالرهبانية ، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة "  . 
عن 
عائشة بنت قدامة  قالت : نزل 
عثمان  ، 
وقدامة  ، 
وعبد الله  ، 
بنو مظعون  ، 
ومعمر بن الحارث  ، حين هاجروا ، على 
عبد الله بن سلمة العجلاني   . قال 
الواقدي   : آل 
مظعون  ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة ، وغلقت بيوتهم 
بمكة   . 
وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عتبة  قال : 
خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآل مظعون  موضع دارهم اليوم بالمدينة   .  
[ ص: 159 ] 
ومات في شعبان سنة ثلاث . 
الثوري   : عن 
عاصم بن عبيد الله  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد  ، عن 
عائشة   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878720أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل عثمان بن مظعون  وهو ميت ، ودموعه تسيل على خد عثمان بن مظعون  صححه 
الترمذي   . 
مالك   : عن 
أبي النضر  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878721لما مر بجنازة عثمان بن مظعون  قال رسول الله : " ذهبت ولم تلبس منها بشيء "  . 
إبراهيم بن سعد   : عن 
ابن شهاب  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878722عن أم العلاء  من المبايعات ، فذكرت أن عثمان بن مظعون  اشتكى عندهم ، فمرضناه حتى توفي ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : شهادتي عليك أبا السائب   . لقد أكرمك الله . فقال رسول الله : " وما يدريك ؟ قلت : لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن ؟ قال : أما هو فقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، وإني لرسول الله ، وما أدري ما يفعل بي . قالت : فوالله لا أزكي بعده أحدا . قالت : فأحزنني  [ ص: 160 ] ذلك ، فنمت ، فرأيت لعثمان  عينا تجري ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ذاك عمله "  . 
حماد بن سلمة   : حدثنا 
علي بن زيد  ، عن 
يوسف بن مهران  ، عن 
ابن عباس  بنحوه ، وزاد : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=878723فلما ماتت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون "   . 
الواقدي   : حدثنا 
معمر  ، عن 
الزهري  ، عن 
عبيد الله  أن 
عمر  قال : لما توفي 
عثمان بن مظعون  ولم يقتل ، هبط من نفسي ، حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ويك إن خيارنا يموتون ، ثم توفي 
أبو بكر  ، قال : فرجع 
عثمان  في نفسي إلى المنزلة . 
وعن 
عائشة بنت قدامة  قالت : كان بنو 
مظعون  متقاربين في الشبه . كان 
عثمان  شديد الأدمة ، كبير اللحية - رضي الله عنه - .