صفحة جزء
حجاج بن محمد ( ع )

الإمام الحجة الحافظ ، أبو محمد المصيصي ، الأعور ، مولى [ ص: 448 ] سليمان بن مجالد ، ترمذي الأصل . سكن بغداد ، ثم تحول إلى المصيصة ، ورابط بها ، ورحل الناس إليه .

سمع من : ابن جريج فأكثر ، وأتقن ، ومن يونس بن أبي إسحاق ، وحريز بن عثمان ، وعمر بن ذر ، وشعبة ، وحمزة الزيات ، وطبقتهم .

حدث عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وإسحاق ، وأبو خيثمة ، وأبو عبيدة بن أبي السفر ، وأبو يحيى صاعقة ، وهارون الحمال ، ويوسف بن سعيد بن مسلم ، وهلال بن العلاء وخلق كثير .

ذكره أحمد بن حنبل ، فقال : ما كان أضبطه ، وأصح حديثه ، وأشد تعاهده للحروف ، ورفع أمره جدا ، وقال : كان صاحب عربية ، وكان لا يقول : حدثنا ابن جريج ، وإنما قرأ هو على ابن جريج ، ثم ترك ذلك ، فبقي يقول : قال ابن جريج ، قد قرأ الكتاب عليه ، وسمع منه كتاب التفسير إملاء .

قال أبو داود السجستاني : رحل أحمد وابن معين إلى حجاج الأعور ، قال : وبلغني أن يحيى كتب عنه نحوا من خمسين ألف حديث .

وقال يحيى بن معين : كان أثبت أصحاب ابن جريج .

قال إبراهيم بن عبد الله السلمي الخشك : حجاج بن محمد نائما أوثق من عبد الرزاق يقظان . [ ص: 449 ]

وقال محمد بن سعد : قدم حجاج بن محمد بغداد في حاجة ، وكان ثقة - إن شاء الله - ، فمات ببغداد في شهر ربيع الأول سنة ست ومائتين . قال : وقد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد .

قلت : ما هو تغير يضر .

وقد قال إبراهيم الحربي الحافظ : أخبرني صديق لي قال : لما قدم حجاج بغداد في آخر مرة ، خلط ، فرآه يحيى يخلط ، فقال لابنه : لا تدخل على الشيخ أحدا .

قلت : كان من أبناء الثمانين ، وحديثه في دواوين الإسلام ، ولا أعلم له شيئا أنكر عليه مع سعة علمه .

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد السلام ، ( ح ) وأخبرنا عمر بن عبد المنعم ، عن أبي اليمن الكندي قالوا : أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أخبرنا علي بن عمر الحربي ، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا حجاج بن محمد ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفيل . [ ص: 450 ]

وبه : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، حدثتني حكيمة بنت أميمة ، عن أمها أميمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبول في قدح من عيدان ، ثم يوضع تحت سريره ، قال : فوضع تحت سريره ، فجاء ، فأراده ، فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها : بركة ، كانت تخدم لأم حبيبة ، جاءت معها من الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته يا رسول الله .

أخرجه أبو داود عن محمد بن عيسى ، عن حجاج .

التالي السابق


الخدمات العلمية