صفحة جزء
الأخفش

إمام النحو أبو الحسن ، سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري ، مولى بني مجاشع .

أخذ عن الخليل بن أحمد ، ولزم سيبويه حتى برع ، وكان من أسنان سيبويه ، بل أكبر .

[ ص: 207 ] قال أبو حاتم السجستاني : كان الأخفش قدريا رجل سوء ، كتابه في المعاني صويلح ، وفيه أشياء في القدر .

وقال أبو عثمان المازني : كان الأخفش أعلم الناس بالكلام ، وأحذقهم بالجدل .

قلت : أخذ عنه المازني ، وأبو حاتم ، وسلمة ، وطائفة .

وعنه قال : جاءنا الكسائي إلى البصرة ، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ، ففعلت ، فوجه إلي بخمسين دينارا .

وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي .

وكان ثعلب يفضل الأخفش ، يقول : كان أوسع الناس علما . وله كتب كثيرة في النحو والعروض ومعاني القرآن .

وجاء عنه قال : أتيت بغداد ، فأتيت مسجد الكسائي ، فإذا بين يديه الفراء والأحمر وابن سعدان ، فسألته عن مائة مسألة ، فأجاب ، فخطأته في جميعها ، فهموا بي ، فمنعهم ، وقال : بالله ، أنت أبو الحسن ؟ قلت : نعم ، فقام وعانقني ، وأجلسني إلى جنبه ، وقال : أحب أن يتأدب أولادي بك ، فأجبته .

[ ص: 208 ] مات الأخفش سنة نيف عشرة ومائتين وقيل : سنة عشر .

قال ابن النجار : كان أجلع - وهو الذي لا تنطبق شفتاه على أسنانه .

وقد روى عن هشام بن عروة ، والكلبي ، وعمرو بن عبيد .

وصنف كتبا في النحو لم يتمها .

قال الرياشي : سمعته يقول : كنت أجالس سيبويه ، وكان أعلم مني ، وأنا اليوم أعلم منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية