أبو عبيد ( د ) 
الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون أبو عبيد ، القاسم بن سلام بن عبد الله .  
[ ص: 491 ] كان أبوه سلام مملوكا روميا لرجل هروي . يروى أنه خرج يوما وولده 
أبو عبيد  مع ابن أستاذه في المكتب ، فقال للمعلم : علمي 
القاسم  فإنها كيسة . 
مولد 
أبي عبيد  سنة سبع وخمسين ومائة . 
وسمع : 
إسماعيل بن جعفر  ، 
وشريك بن عبد الله  ، 
وهشيما  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبا بكر بن عياش  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك  ، 
وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي  ، 
وعبيد الله الأشجعي  ، 
وغندرا  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15730وحفص بن غياث  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيعا  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16410وعبد الله بن إدريس  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16287وعباد بن عباد  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17070ومروان بن معاوية  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16285وعباد بن العوام  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15628وجرير بن عبد الحميد  ، 
وأبا معاوية الضرير  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12408وإسحاق الأزرق  ، 
وابن مهدي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون  ، وخلقا كثيرا ، إلى أن ينزل إلى رفيقه 
هشام بن عمار  ، ونحوه . 
وقرأ القرآن على 
أبي الحسن الكسائي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12430وإسماعيل بن جعفر  ، 
وشجاع بن أبي نصر البلخي  ، وسمع الحروف من طائفة . 
وأخذ اللغة عن 
أبي عبيدة  ، 
وأبي زيد  ، وجماعة . 
وصنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان . وله مصنف في القراءات لم أره ، وهو من أئمة الاجتهاد ، له كتاب " الأموال " في مجلد كبير سمعناه بالاتصال . وكتاب " الغريب " مروي أيضا ، وكتاب " فضائل القرآن " وقع لنا ، وكتاب " الطهور " ، وكتاب " الناسخ والمنسوخ " وكتاب " المواعظ " ، وكتاب " الغريب المصنف في علم  
[ ص: 492 ] اللسان " ، وغير ذلك وله بضعة وعشرون كتابا . 
حدث عنه : 
نصر بن داود  ، 
وأبو بكر الصاغاني  ، 
وأحمد بن يوسف التغلبي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14123والحسن بن مكرم  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12455وأبو بكر بن أبي الدنيا  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14060والحارث بن أبي أسامة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز البغوي  ، 
ومحمد بن يحيى المروزي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14272وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14304وعباس الدوري  ، 
وأحمد بن يحيى البلاذري  ، وآخرون . 
قال 
ابن سعد  كان 
أبو عبيد  مؤدبا صاحب نحو وعربية ، وطلب للحديث والفقه ، ولي قضاء 
طرسوس  أيام الأمير 
ثابت بن نصر الخزاعي  ولم يزل معه ومع ولده ، وقدم 
بغداد  ، ففسر بها غريب الحديث ، وصنف كتبا ، وحدث ، وحج ، فتوفي 
بمكة  سنة أربع وعشرين . 
وقال 
أبو سعيد بن يونس  في " تاريخه " : قدم 
أبو عبيد  مصر  مع 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وكتب بها . 
وقال 
علي بن عبد العزيز   : ولد 
بهراة  ، وكان أبوه عبدا لبعض أهلها . وكان يتولى 
الأزد   . 
قال 
عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي   : ومن علماء 
بغداد  المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين ، ورواة اللغة والغريب عن  
[ ص: 493 ] البصريين ، والعلماء بالقراءات ، ومن جمع صنوفا من العلم ، وصنف الكتب في كل فن 
أبو عبيد   . وكان مؤدبا 
لأهل هرثمة   وصار في ناحية 
عبد الله بن طاهر  ، وكان ذا فضل ودين وستر ، ومذهب 
حسن  ، روى عن 
أبي زيد  ، 
وأبي عبيدة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي  ، 
واليزيدي  ، وغيرهم من البصريين ، وروى عن 
ابن الأعرابي  ، 
وأبي زياد الكلابي  ، 
والأموي  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12112وأبي عمرو الشيباني  ، 
والأحمر   . 
نقل 
الخطيب  في " تاريخه " وغيره : أن 
طاهر بن الحسين  حين سار إلى 
خراسان  ، نزل 
بمرو  ، فطلب رجلا يحدثه ليلة ، فقيل : ما هاهنا إلا رجل مؤدب ، فأدخلوا عليه 
أبا عبيد  ، فوجده أعلم الناس بأيام الناس والنحو واللغة والفقه . فقال له : من المظالم تركك أنت بهذه البلدة ، فأعطاه ألف دينار ، وقال له : أنا متوجه إلى حرب ، وليس أحب استصحابك شفقا عليك ، فأنفق هذه إلى أن أعود إليك ، فألف 
أبو عبيد   " غريب المصنف " وعاد 
طاهر بن الحسين  من ثغر 
خراسان  ، فحمل معه 
أبا عبيد  إلى سر من رأى ، وكان 
أبو عبيد  ثقة دينا ورعا كبير الشأن . 
قال 
ابن درستويه   : 
 nindex.php?page=showalam&ids=12076ولأبي عبيد  كتب لم يروها ، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرية تباع كثيرة في أصناف الفقه كله ، وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى 
ابن طاهر  ، فيحمل إليه مالا خطيرا . وذكر فصلا إلى أن قال :  
[ ص: 494 ] و " الغريب المصنف " من أجل كتبه في اللغة ، احتذى فيه كتاب 
النضر بن شميل  ، المسمى بكتاب " الصفات " بدأ فيه بخلق الإنسان ، ثم بخلق الفرس ، ثم بالإبل ، وهو أكبر من كتاب 
أبي عبيد  وأجود . 
قال : ومنها كتابه في " الأمثال " أحسن تأليفه ، وكتاب " غريب الحديث " ذكره بأسانيده ، فرغب فيه أهل الحديث ، وكذلك كتابه في " معاني القرآن " حدث بنصفه ، ومات . 
وله كتب في الفقه ، فإنه عمد إلى مذهب 
مالك   nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي  ، فتقلد أكثر ذلك ، وأتى بشواهده ، وجمعه من رواياته ، وحسنها باللغة والنحو . وله في القراءات كتاب جيد ، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله ، وكتابه في " الأموال " من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده .  
[ ص: 495 ] أنبأنا 
ابن علان  ، أخبرنا 
الكندي  ، أخبرنا 
الشيباني  ، أخبرنا 
الخطيب  ، أخبرنا 
أبو العلاء القاضي  ، أخبرنا 
محمد بن جعفر التميمي  ، أخبرنا 
أبو علي النحوي  ، حدثنا 
الفسطاطي  ، قال : كان 
أبو عبيد  مع 
ابن طاهر  ، فوجه إليه 
أبو دلف  بثلاثين ألف درهم ، فلم يقبلها ، وقال : أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره ، ولا آخذ ما علي فيه نقص ، فلما عاد 
ابن طاهر  وصله بثلاثين ألف دينار ، فقال له : أيها الأمير قد قبلتها ، ولكن قد أغنيتني بمعروفك ، وبرك عنها ، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا ، وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ، ففعل . 
قال 
عبيد الله بن عبد الرحمن السكري   : قال 
أحمد بن يوسف   - إما سمعته منه ، أو حدثت به عنه - قال : لما عمل 
أبو عبيد  كتاب " غريب الحديث " عرض على 
عبد الله بن طاهر  ، فاستحسنه ، وقال : إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش ، فأجرى له عشرة آلاف درهم في الشهر . كذا في هذه الرواية ، عشرة آلاف درهم . 
وروى غيره بمعناه عن 
الحارث بن أبي أسامة  ، قال : حمل " غريب " 
أبي عبيد  إلى 
ابن طاهر  ، فقال : هذا رجل عاقل . وكتب إلى 
إسحاق بن إبراهيم  بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة درهم . فلما مات 
ابن طاهر  ،  
[ ص: 496 ] أجرى عليه 
إسحاق  من ماله ذلك ، فلما مات 
أبو عبيد  بمكة  ، أجراها على ولده . 
ذكر وفاة 
ابن طاهر  هنا وهم ، لأنه عاش مدة بعد 
أبي عبيد   . 
وعن 
أبي عبيد  أنه كان يقول : كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة ، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال ، فأضعها في الكتاب ، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة . وأحدكم يجيئني ، فيقيم عندي أربعة أشهر ، خمسة أشهر ، فيقول : قد أقمت الكثير  . 
وقيل : إن أول من سمع " الغريب " من 
أبي عبيد   nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين   . 
 nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني   : سمعت 
عبد الله بن أحمد  يقول : عرضت كتاب " غريب الحديث " 
لأبي عبيد  على أبي ، فاستحسنه ، وقال : جزاه الله خيرا . 
وروى 
ابن الأنباري  ، عن 
موسى بن محمد   : أنه سمع 
عبد الله بن أحمد  يقول : كتب أبي " غريب الحديث " الذي ألفه 
أبو عبيد  أولا . 
قال 
عبد الله بن محمد بن سيار   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12404ابن عرعرة  يقول : كان 
 nindex.php?page=showalam&ids=11872طاهر بن عبد الله  ببغداد  ، فطمع في أن يسمع من 
أبي عبيد  ، وطمع أن يأتيه في  
[ ص: 497 ] منزله ، فلم يفعل 
أبو عبيد  ، حتى كان هو يأتيه . فقدم 
 nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني  ، 
وعباس العنبري  ، فأرادا أن يسمعا " غريب الحديث " فكان يحمل كل يوم كتابه ، ويأتيهما في منزلهما ، فيحدثهما فيه . 
قال 
جعفر بن محمد بن علي بن المديني   : سمعت أبي يقول : خرج أبي إلى 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل  يعوده وأنا معه ، فدخل إليه ، وعنده 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  وجماعة ، فدخل 
أبو عبيد  ، فقال له 
يحيى   : اقرأ علينا كتابك الذي عملته 
للمأمون   " غريب الحديث " فقال : هاتوه ، فجاءوا بالكتاب ، فأخذه 
أبو عبيد  فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ، ويدع تفسير الغريب ، فقال أبي : دعنا من الإسناد ، نحن أحذق بها منك . فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  لأبي : دعه يقرأ على الوجه ، فإن ابنك معك ، ونحن نحتاج أن نسمعه على الوجه . فقال 
أبو عبيد   : ما قرأته إلا على 
المأمون  ، فإن أحببتم أن تقرءوه ، فاقرءوه . فقال له 
ابن المديني   : إن قرأته علينا ، وإلا لا حاجة لنا فيه ، ولم يعرف 
أبو عبيد علي بن المديني  ، فقال 
ليحيى   : من هذا ؟ فقال : هذا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني   . فالتزمه ، وقرأه علينا . فمن حضر ذلك المجلس ، جاز أن يقول : حدثنا . وغير ذلك ، فلا يقول . 
رواها 
إبراهيم بن علي الهجيمي  ، عن 
جعفر   . 
قال 
أبو بكر بن الأنباري   : كان 
أبو عبيد   - رحمه الله - يقسم الليل أثلاثا فيصلي ثلثه ، وينام ثلثه ، ويصنف الكتب ثلثه  .  
[ ص: 498 ] قال 
عبد الله بن أبي مقاتل البلخي  ، عن 
أبي عبيد   : دخلت 
البصرة  لأسمع من 
حماد بن زيد  ، فقدمت فإذا هو قد مات ، فشكوت ذلك إلى 
عبد الرحمن بن مهدي  فقال : مهما سبقت به ، فلا تسبقن بتقوى الله  . 
وقال 
أبو حامد الصاغاني   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام  يقول : فعلت 
بالبصرة  فعلتين أرجو بهما الجنة : أتيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان  وهو يقول : 
أبو بكر  وعمر   . فقلت : معي شاهدان من 
أهل بدر   يشهدان أن 
عثمان  أفضل من 
علي   . قال : من ؟ قلت : أنت حدثتنا عن 
شعبة  ، عن 
عبد الملك بن ميسرة  ، عن 
النزال بن سبرة  ، قال : خطبنا 
ابن مسعود  ، فقال : أمرنا خير من بقي ، ولم نأل  . قال : ومن الآخر ؟ قلت : 
الزهري  ، عن 
حميد بن عبد الرحمن  ، عن 
المسور  ، قال : سمعت 
عبد الرحمن بن عوف  يقول : شاورت 
المهاجرين  الأولين ، وأمراء الأجناد ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم أر أحدا يعدل 
بعثمان   . قال : فترك 
يحيى  قوله ، وقال : 
أبو بكر  وعمر  وعثمان   . 
قال : وأتيت 
عبد الله الخريبي  ، فإذا بيته بيت خمار . فقلت : ما هذا ؟ 
قال : ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا . قلت : اختلف فيه أولكم وآخركم . 
قال : من ؟ قلت : 
أيوب السختياني  ، عن 
محمد  ، عن 
عبيدة  قال : اختلف 
علي  في الأشربة ، فما لي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل أو لبن أو ماء  . 
قال : ومن آخرنا ؟ قلت : 
عبد الله بن إدريس   . قال : فأخرج كل ما في منزله ، فأهراقه . 
أبو عبيد  قال : سمعني 
ابن إدريس  أتلهف على بعض الشيوخ ، فقال لي : يا 
أبا عبيد  ، مهما فاتك من العلم ، فلا يفوتنك من العمل .  
[ ص: 499 ]  nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم   : سمعت 
أبا الحسن الكارزي  سمعت 
علي بن عبد العزيز  ، سمعت 
أبا عبيد  يقول : المتبع السنة كالقابض على الجمر ، هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله  . 
وعن 
أبي عبيد  ، قال : مثل الألفاظ الشريفة ، والمعاني الظريفة مثل القلائد اللائحة في الترائب الواضحة . 
قال 
عباس الدوري   : سمعت 
أبا عبيد  يقول : إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ، ويمشي في الظل  . 
وبإسنادي إلى 
الخطيب   : أخبرنا 
أحمد بن علي البادا  أخبرنا 
عبد الله بن جعفر الزبيبي  ، حدثنا 
عبد الله بن العباس الطيالسي  ، سمعت 
الهلال بن العلاء الرقي  يقول : من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم : 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790بالشافعي  تفقه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، 
وبأحمد  ثبت في المحنة ، لولا ذلك كفر الناس ، 
وبيحيى بن معين  نفى الكذب عن الحديث ، 
وبأبي عبيد  فسر الغريب من الحديث ، ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ  . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12355إبراهيم بن أبي طالب   : سألت 
أبا قدامة  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  ، 
وأحمد  ،  
[ ص: 500 ] وإسحاق  وأبي عبيد  ، فقال : أما أفقههم 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790فالشافعي  ، لكنه قليل الحديث ، وأما أورعهم 
فأحمد  ، وأما أحفظهم 
فإسحاق  ، وأما أعلمهم بلغات العرب 
فأبو عبيد   . 
قال 
الحسن بن سفيان   : سمعت 
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي  يقول : 
أبو عبيد  أوسعنا علما وأكثرنا أدبا ، وأجمعنا جمعا ، إنا نحتاج إليه ، ولا يحتاج إلينا . - سمعها 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  من 
أبي الوليد  الفقيه : سمعت 
الحسن   . 
وقال 
أحمد بن سلمة   : سمعت 
إسحاق بن راهويه  يقول : الحق يحبه الله عز وجل : 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام  أفقه مني وأعلم مني . 
الخطيب  في " تاريخه " : حدثني 
مسعود بن ناصر  ، أخبرنا 
علي بن بشرى  ، حدثنا 
محمد بن الحسين الآبري  ، سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة   : سمعت 
أحمد بن نصر المقرئ  يقول : قال 
إسحاق   : إن الله لا يستحي من الحق : 
أبو عبيد  أعلم مني ، ومن 
ابن حنبل  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي   . 
قال 
أبو العباس ثعلب   : لو كان 
أبو عبيد  في 
بني إسرائيل  ، لكان عجبا  .  
[ ص: 501 ] وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13456أحمد بن كامل القاضي   : كان 
أبو عبيد  فاضلا في دينه وفي علمه ، ربانيا ، مفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن ، والفقه والعربية والأخبار ، حسن الرواية ، صحيح النقل ، لا أعلم أحدا طعن عليه في شيء من أمره ودينه  . 
وبلغنا عن 
عبد الله بن طاهر  أمير 
خراسان  قال : الناس أربعة : 
ابن عباس  في زمانه ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي  في زمانه ، 
والقاسم بن معن  في زمانه ، 
وأبو عبيد  في زمانه  . 
قال 
إبراهيم بن محمد النساج   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي  يقول : أدركت ثلاثة تعجز النساء أن يلدن مثلهم : رأيت 
أبا عبيد  ، ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح ، ورأيت 
بشر بن الحارث  ، ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا ، ورأيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل  ، فرأيت كأن الله قد جمع له علم الأولين ، فمن كل صنف يقول ما شاء ، ويمسك ما شاء  . 
قال 
مكرم بن أحمد   : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي   : كان 
أبو عبيد  كأنه جبل نفخ فيه الروح ، يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة 
أحمد  ويحيى   . 
وكان 
أبو عبيد  يؤدب غلاما في شارع 
بشر  ، ثم اتصل 
بثابت بن نصر الخزاعي  يؤدب ولده ، ثم ولي 
ثابت  طرسوس  ثماني عشرة سنة ، فولى 
أبا عبيد  قضاء 
طرسوس  ثماني عشرة سنة ، فاشتغل عن كتابة الحديث .  
[ ص: 502 ] كتب في حداثته عن 
هشيم  وغيره ، فلما صنف ، احتاج إلى أن يكتب عن 
يحيى بن صالح  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام بن عمار   . 
وأضعف كتبه كتاب " الأموال " يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا ، وخمسون أصلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيجيء بحديث ، حديثين ، يجمعهما من حديث 
الشام  ، ويتكلم في ألفاظهما ، وليس له كتاب ك " غريب المصنف " . 
وانصرف يوما من الصلاة ، فمر بدار 
إسحاق الموصلي  ، فقالوا له : يا 
أبا عبيد  ، صاحب هذه الدار يقول : إن في كتابك " غريب المصنف " ألف حرف خطأ . فقال : كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير ؟ ! ولعل 
إسحاق  عنده رواية ، وعندنا رواية ، فلم يعلم ، فخطأنا ، والروايتان صواب ، ولعله أخطأ في حروف ، وأخطأنا في حروف ، فيبقى الخطأ يسيرا . 
وكتاب " غريب الحديث " فيه أقل من مائتي حرف : سمعت ، والباقي : قال 
الأصمعى  ، وقال 
أبو عمرو  ، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها ، أتي فيها 
أبو عبيد  من 
 nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة معمر بن المثنى   . 
قال 
الخطيب  فيما أنبأنا 
ابن علان  ، أخبرنا 
الكندي  ، عن 
الشيباني  ، عنه ، حدثني 
العلاء بن أبي المغيرة  ، أخبرنا 
علي بن بقاء   [ ص: 503 ] أخبرنا 
عبد الغني الحافظ  قال : في كتاب الطهارة 
لأبي عبيد  حديثان ما حدث بهما غير 
أبي عبيد  ، ولا عنه سوى 
محمد بن يحيى المروزي   : 
أحدهما : حديث 
شعبة  عن 
عمرو بن أبي وهب   . 
والآخر : 
عبيد الله بن عمر  ، عن 
المقبري  ، حدث به 
القطان  ، عن 
عبيد الله  ورواه الناس عن 
القطان  ، عن 
ابن عجلان   . 
محمد بن يحيى   : حدثنا 
أبو عبيد   : أخبرنا 
حجاج  عن 
شعبة  ، عن 
عمرو بن أبي وهب الخزاعي  عن 
موسى بن ثروان  عن 
طلحة بن عبيد الله بن كريز ،  عن 
عائشة  قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=880804كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ يخلل لحيته  . 
إبراهيم بن أحمد المستملي   : حدثنا 
عبد الله بن محمد بن طرخان   : سمعت 
محمد بن عقيل   : سمعت 
حمدان بن سهل  يقول : سألت 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  عن الكتبة عن 
أبي عبيد  فقال - وتبسم - : مثلي يسأل عن 
أبي عبيد  ؟ ! 
أبو عبيد  يسأل عن الناس ، لقد كنت عند 
الأصمعي  يوما ، إذ أقبل 
أبو عبيد  ، فشق إليه بصره حتى اقترب منه ، فقال : أترون هذا المقبل ؟  
[ ص: 504 ] 
قالوا : نعم . قال : لن تضيع الدنيا أو الناس ما حيي هذا . روى 
عبد الخالق بن منصور  ، عن 
ابن معين  ، قال : 
أبو عبيد  ثقة . 
وقال 
عباس بن محمد  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل   : 
أبو عبيد  ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا . 
وقال 
أبو داود   : 
أبو عبيد  ثقة مأمون . 
وقال 
أبو قدامة   : سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل  يقول : 
أبو عبيد  أستاذ . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني   : ثقة إمام جبل . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم   : كان 
 nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة  يتعاطى التقدم في علوم كثيرة ، ولم يرضه أهل علم منها ، وإنما الإمام المقبول عند الكل 
أبو عبيد   . 
قال 
عباس الدوري   : سمعت 
أبا عبيد  يقول : عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، فما رأيت قوما أوسخ وسخا ، ولا أضعف حجة من . . . . ولا أحمق منهم ، ولقد وليت قضاء الثغر ، فنفيت ثلاثة ، جهميين . . . . . ، . . . . . . وجهميا . 
وقيل : كان 
أبو عبيد  أحمر الرأس واللحية بالخضاب ، وكان مهيبا وقورا .  
[ ص: 505 ] قال 
الزبيدي   : عددت حروف " غريب المصنف " ، فوجدته سبعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعين حرفا . 
قلت : يريد بالحرف اللفظة اللغوية . 
أخبرنا 
أبو محمد بن علوان  ، أخبرنا 
عبد الرحمن بن إبراهيم  ، أخبرنا 
عبد المغيث بن زهير  ، حدثنا 
أحمد بن عبيد الله  ، حدثنا 
محمد بن علي العشاري  ، أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني  ، أخبرنا 
محمد بن مخلد  ، أخبرنا 
العباس الدوري  ، سمعت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام   - وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية ، والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا ، وأين كان ربنا - فقال : هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا نشك فيها ، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا : لا نفسر هذا ، ولا سمعنا أحدا يفسره .  
[ ص: 506 ] قلت : قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم ، وما أبقوا ممكنا ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا ، وهي أهم الدين ، فلو كان تأويلها سائغا أو حتما ، لبادروا إليه ، فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ، ونسكت اقتداء بالسلف ، معتقدين أنها صفات لله تعالى ، استأثر الله بعلم حقائقها ، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين ، فالكتاب والسنة نطق بها ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغ ، وما تعرض لتأويل ، مع كون الباري قال : 
لتبين للناس ما نزل إليهم فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . 
قال 
عبدان بن محمد المروزي   : أخبرنا 
أبو سعيد الضرير  قال : كنت عند الأمير 
عبد الله بن طاهر  ، فورد عليه نعي 
أبي عبيد  ، فأنشأ يقول : 
يا طالب العلم قد مات ابن سلام وكان فارس علم غير محجام     مات الذي كان فينا ربع أربعة 
لم يلق مثلهم أستاذ أحكام     خير البرية عبد الله أولهم 
وعامر ، ولنعم التلو يا عام     هما اللذان أنافا فوق غيرهما 
والقاسمان ابن معن وابن سلام 
ذكر 
أبا عبيد أبو عمرو الداني  في " طبقات القراء " فقال : أخذ القراءة عرضا وسماعا عن 
الكسائي  وعن 
شجاع  ، وعن 
إسماعيل بن جعفر  ، وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد  ، 
وأبي مسهر   . إلى أن قال : وهو إمام أهل دهره في  
[ ص: 507 ] جميع العلوم ، ثقة ، مأمون ، صاحب سنة ، روى عنه القراءات وراقه 
أحمد بن إبراهيم  ، 
وأحمد بن يوسف  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز  ، 
ونصر بن داود  ، 
وثابت بن أبي ثابت   . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  وغيره : مات سنة أربع وعشرين ومائتين 
بمكة   . 
قال 
الخطيب   : وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة - رحمه الله . 
ولم يتفق وقوع رواية 
لأبي عبيد  في الكتب الستة ، لكن نقل عنه 
أبو داود  شيئا في تفسير أسنان الإبل في الزكاة وحكى أيضا عنه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  في كتاب " أفعال العباد " . 
أخبرنا 
أبو بكر محفوظ بن معتوق البزار  سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أخبرنا 
عبد اللطيف بن محمد   ( ح ) وأخبرنا 
أحمد بن إسحاق الغرافي  أخبرنا 
عبد العزيز بن باقا  قالا : أخبرنا 
أبو زرعة طاهر بن محمد  ، أخبرنا 
محمد بن الحسين المقومي  حضورا ، أخبرنا 
الزبير بن محمد الأسدي  ، أخبرنا 
علي بن محمد بن مهرويه القزويني  ، أخبرنا 
علي بن عبد العزيز  ، أخبرنا 
أبو عبيد  ، أخبرنا 
هشيم  ، أخبرنا 
منصور  ، عن 
ابن سيرين  ، عن 
ابن عمر  ، عن 
عمر   ; أنه سجد في الحج سجدتين ، وقال : إن هذه السورة  
[ ص: 508 ] فضلت على السور بسجدتين  . 
وبه : حدثنا 
أبو عبيد  ، حدثنا 
ابن أبي زائدة  ، عن 
الأعمش  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11870مسلم بن صبيح  ، عن 
شتير بن شكل  ، عن 
علي  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=880805لما كان يوم الأحزاب ، شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر ، فصلاها بين صلاتي العشاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا "  . 
وبه : حدثنا 
أبو عبيد   : حدثنا 
ابن أبي زائدة  ، 
ويزيد  ، عن 
هشام  ، عن 
ابن سيرين  ، عن 
عبيدة   . عن 
علي  مثل ذلك . 
أخبرنا 
أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزيني  بحلب ، أخبرنا 
عبد اللطيف بن يوسف   ( ح ) وأخبرنا 
أبو جعفر بن علي السلمي  ، أخبرنا 
عبد الرحمن بن إبراهيم  الفقيه سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، قالا : أخبرتنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16127شهدة بنت أحمد الكاتبة  ، أخبرنا 
طراد بن محمد  ، أخبرنا 
أبو الحسن أحمد بن علي  سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، أخبرنا 
حامد بن محمد الهروي  ، حدثنا 
علي بن عبد  [ ص: 509 ] العزيز  ، حدثنا 
أبو عبيد  ، حدثنا 
عباد بن عباد  ، أخبرنا 
أبو جمرة  عن 
ابن عباس  ، قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=880806قدم وفد عبد القيس  على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا من هذا الحي من ربيعة  ، وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر  ، فلا نخلص إليك إلا في شهر حرام ، فمرنا بأمر نعمل به ، وندعو إليه من وراءنا . فقال : " آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع ، الإيمان بالله - ثم فسرها لهم - شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ، وأنهاكم عن الدباء ، والحنتم ، والنقير ، والمقير " متفق عليه .